ما حكم من يموت بسبب زيادة السرعة؟

السؤال:

سؤاله الأخير يقول فيه: كثير من السائقين يتجاوزون السرعة المحددة من قبل المرور، بل إن بعضهم يكمل العداد، فهل من يموت بسبب هذه السرعة يعتبر قاتلًا لنفسه؟ 

الجواب:

ليس للسائق أن يتعدى الحد المحدود، بل يجب عليه أن يتقيد بذلك، أو يخفض منه احتياطًا، أما الزيادة فلا تجوز له، وإذا فعل ذلك؛ فهو ضامن، ومتعدٍ، ويستحق التأديب والتعزير؛ لأنه بفعله ذلك عرّض نفسه ومن معه للخطر، فلا يجوز له ذلك، حتى ولو كان ليس معه أحد؛ لأنه إذا فعل ذلك فقد عرّض نفسه للخطر.

فالواجب عليه ترك التهور، وترك الزيادة على الشيء المحدود له في السير، والواجب عليه أيضًا عدم تجاوز الإشارة، يقف عند الإشارة، ولو ظن أن ما هناك أحد، يجب أن يقف عند الإشارة، قد يظن، ويخطئ ظنه، يقف عند الإشارة لا يتجاوز الإشارة، ولا يتجاوز الحد المحدود في السير، ومن فعل ذلك؛ استحق التأديب من ولاة الأمور، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، من قتل وهو مسرع السرعة الزائدة عن الحد المعروف، هل يعتبر قاتلًا لنفسه؟

الشيخ: لا شك أنه مشارك في قتل نفسه، ولا شك أنه في هذا ظالم، ومتعدٍ، ويعتبر قاتلًا نفسه من حيث تعاطيه أسباب القتل، والنبي ﷺ يقول: من قتل نفسه بشيء؛ عذّب به يوم القيامة فالتعدي في السير، والتهور في السير زيادة على القدر المحدود، لاشك أنه مساعدة في قتل النفس، وظلم وجريمة يستحق عليها صاحبها العقوبة.

فالواجب على السائقين، سواء كانوا في سيارات خصوصية، أو في سيارات الأجرة، الواجب على الجميع التقيد بما حد لهم، أو الخفض عنه بعض الشيء؛ حتى يتباعدوا عن الخطر، وليس لهم الزيادة، ولا يتجاوزون الإشارة؛ لما في ذلك من الخطر، والعدوان على النفس، وعلى الغير، نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا، ونفع بعلمكم. 

فتاوى ذات صلة