الحث على الاستمرار في التوبة لمن تكرر منه الذنب

السؤال:

شخص أذنب ذنبًا، وعقد النية على ألا يعود إليه، ولكنه رجع إليه مرة ثانية، وثالثة، فهو يؤنب نفسه على ذلك، ويحاول ترك هذا الذنب، ولكنه لم يستطع، فبماذا تنصحونه؟

الجواب:

على كل حال الواجب عليه أن يستمر في التوبة دائمًا، والله -جل وعلا- يتوب على من تاب، فإذا تاب من الذنب توبة صادقة بالندم، والإقلاع، والعزم ألا يعود، ثم بلي مرة أخرى؛ فعليه جريمة الذنب الآخر، والذي تاب منه... فعليه أن يجتهد في التوبة مما وقع فيه مرة أخرى.

وهكذا كلما وقع؛ فليبادر بالتوبة الصادقة، والإقلاع، والندم، والعزم ألا يعود، ويكفيه الله شر ذلك الذنب بالتوبة الصادقة، ويسأل ربه، ويضرع إليه أن يقيه شر هذا الذنب، وأن يعيذه من شر نفسه، ويصحب الأخيار، ويترك صحبة الأشرار، فإن هذا في الغالب أنه يصيبه في الرجوع إليه بسبب صحبته للأشرار الذين يتعاطون هذا الذنب، كالخمر، فإذا بقي معهم في الصحبة؛ فإنه يعود إليه في الغالب.

لكن يجب عليه أن يباعد الأشرار، وأن يدع صحبتهم، وأن ينتقل إلى أصحاب آخرين طيبين؛ لعله ينجو، ولعله يسلم.

المقصود: أن الواجب أن يحاول البعد عن أسباب العودة إلى هذا الذنب، وإلا فهو غير مؤاخذ بالذنوب السابقة، كل ذنب تاب منه توبة صادقة؛ فإنه يمحى عنه، وإنما يؤخذ بالذنب الآخر الجديد الذي عاد إليه، وهكذا، هكذا قال أهل السنة والجماعة.

فتاوى ذات صلة