حكم إطلاق لفظ سيدنا على النبي أو الخلفاء الراشدين

السؤال:

ورقة جاءت من السودان تحمل توقيعات بعض الإخوة، وفيها بعض الأسئلة:

الأول: هل يصح أن نقول للرسول ﷺ سيدنا محمد، وكذلك لعلي، وعثمان؟ 

الجواب:

محمد ﷺ هو سيد ولد آدم، قال: أنا سيد ولد آدم، ولا فخر عليه الصلاة والسلام، وهو سيد الأولين، والآخرين -عليه الصلاة والسلام- وليس في هذا شيء، بل هذا حق من حقوقه -عليه الصلاة والسلام- ووصف من أوصافه -عليه الصلاة والسلام- ولكن لما قال له بعض الصحابة: يا سيدنا! أنكر عليهم، وقال: السيد الله تبارك وتعالى خوفًا عليهم من الغلو، لما باشروه، قالوا: يا سيدنا خاف عليهم من الغلو، فقال: السيد الله تبارك وتعالى، فقولوا بقولكم، أو بعض قولكم، ولا يستجرينكم الشيطان

فالنبي ﷺ خاف عليهم من الغلو، وأنكر عليهم لما خاطبوه، ثم قال بعد ذلك -عليه الصلاة والسلام- كما في الأحاديث الصحيحة: أنا سيد ولد آدم، ولا فخر والجمع، بينهما أن قوله السيد الله -تبارك وتعالى- والإنكار عليهم من باب سد الذرائع، من باب حماية حمى التوحيد عن الشرك، ووسائله، أو قال هذا قبل أن يعلم أنه سيد ولد آدم -عليه الصلاة والسلام- قبل أن يأتيه الوحي بذلك، والسيد على الإطلاق هو الله -جل وعلا- لأنه مالك الأمور -جل وعلا- ومصرفها  والسيد عند العرب الرئيس، والكريم.

السؤال: في حديث : قوموا إلى سيدكم؟ 

الجواب: قالها للأنصار قوموا إلى سيدكم يعني: سعد بن معاذ، وقال عن ابنه الحسن: إن ابني هذا سيد، هذه ليس بها، لكن إذا خوطب بها الإنسان، وقال: يا سيدنا، فالأفضل أن يقول: السيد الله -تبارك وتعالى- حتى لا يقع في الغلو، وحتى لا يقع في العجب بنفسه.

السؤال: بعضهم يقول: يا سيدي يا رسول الله؟

الجواب: أما الدعاء لا، يا سيدي يا رسول الله، يدعوه يستغيث به، فهذا من الشرك، كما يقع لبعض الناس يا سيدي يا رسول الله، أغثني، أو انصرني، أو اشف مريضي، أو يا رسول الله أنت تعلم ما بنا ، من التفرق، والاختلاف، فانصرنا، أنزل علينا السكينة، أهلك عدونا، هذا شرك بالله، نعوذ بالله.

فهذا لا يقال إلا مع الله، الله هو الذي يدعى  ويستغاث به، فالذي يقول: يا رسول الله، أو يا سيدنا يا رسول الله أغثنا، انصرنا، أو يقول: يا سيدي البدوي، أو يا سيدي عبدالقادر، أو يا سيدي فلان من الموتى، يدعوهم، ويستغيث بهم، فهذا من الشرك الأكبر، نعوذ بالله، وهذا يقع في بعض المولد من بعض الناس، عند الاحتفال بالموالد، يقع منهم بعض هذه الشركيات، نعوذ بالله.

والله سبحانه هو الذي يدعى؛ لأن الله قال : فَلَا تَدْعُوا مَعَ اللَّهِ أَحَدًا [الجن : 18] فلا يدعى ملك، ولا نبي، ولا شجر، ولا حجر، ولا قبر، ولا صنم، ولا كوكب، لا يقال: يا سيدي يا  رسول الله، أو يا سيدي أبا بكر، أو يا سيدي عمر، أو يا سيدي علي، أو يا عثمان انصرنا، أو اشف مرضانا، أو رد غائبنا، أو اهزم عدونا، هذا لا يقال، وإنما يطلب من الله فطلب النصر، والشفاء من المخلوقين من باب الشرك بالله .

وهذا يقع لبعض الناس في قصائدهم، وفي أشعارهم، كما قال البوصيري في بردته المشهورة:

يا أكرم الخلق ما لي من ألوذ به

سواك عند حلول الحادث العمم

يعني يوم القيامة، ما له أحد يلوذ به إلا الرسول ﷺ نسي الله بالكلية، نعوذ بالله.

إن لم تكن في المعاد آخذًا بيدي

فضلاً وإلا فقل يا زلة القدم.

فإن من جودك الدنيا وضرتها

ومن علومك علم اللوح والقلم

فجعل من علم الرسول، علم اللوح والقلم، يعني أنه يعلم الغيب، وجعل من جوده الدنيا والآخرة، فهذا من أكبر الشرك، ومن أخبث الشرك بالله  ومع هذا بعض الناس يتخذها وردًا له، يقرأها بدلاً من الذكر، ويأتي بها في الموالد، مستحسنًا لها، ومعظمًا لها، مقرًا بما فيها من البلاء، والشرك -نعوذ بالله- هذا كله من الشرك العظيم.

السؤال: كلمة سيد ما فيها شيء؟

الجواب: ما فيها شيء، سيد فلان، رسول الله سيدنا، أو عمر سيدنا، الصديق سيدنا، ما فيها شيء، المنكر أن يدعوه من دون الله، أو يستغيث به، أو ينذر له، أو ما أشبه ذلك

فتاوى ذات صلة