تفسير قوله تعالى: {وإن من قرية إلا نحن مهلكوها...}

السؤال:

الرسالة التالية وصلت إلى البرنامج من العراق نينوى وباعثها أخ لنا من هناك يقول: (خ. ي. أ) أخونا له مجموعة من الأسئلة يسأل في سؤاله الأول عن تفسير قول الحق تبارك وتعالى -وأرجو أن يكون قد كتب الآية صحيحة -: وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا [الإسراء:58] ، يسأل عن تفسير هذه الآية يا شيخ عبد العزيز .

الجواب:

على ظاهرها: (إن) معناها النافية، يعني: ما من قرية إلا نحن مهلكوها قبل يوم القيامة أو معذبوها عذابًا شديدًا، أي: ما من قرية إلا ويصيبها شيء كما قال جل وعلا قبل يوم القيامة، أو معذبوها عذابًا شديدًا وهذا معناه أن هذه القرى كلها تذهب، كلها تنتهي، ولا يبقى شيء، فإن القيامة إذا قامت ذهب كل شيء، يقول جل وعلا: وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفًا ۝ فَيَذَرُهَا قَاعًا صَفْصَفًا ۝ لا تَرَى فِيهَا عِوَجًا وَلا أَمْتًا [طه:105-107] ، حتى الجبال تذهب، حتى الجبال هذه الرواسي العظيمة، فهذه القرى تذهب ولا يبقى على الأرض شيء بالكلية عند قيام الساعة.

فأما يعني يقال قبل يوم القيامة، فقد تذهب بعون الله عند قيام الساعة بدكها وذهابها، وقد تذهب بعقوبة عاجلة بسبب معاصي أهلها وكفرهم وضلالهم كما جرى لقوم لوط، خسف الله بهم مدائنهم حتى هلكوا عن آخرهم، فالمقصود أنه يقول جل وعلا : وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ يعني: ما من قرية إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا.

هذه القرى والمدن لابد أن تذهب قبل يوم القيامة، إما بعقوبة عاجلة وإما بمجيء القيامة، فإذا جاءت القيامة اندك كل شيء، وهذه الحصون العظيمة والقرى العظيمة والبيوت كلها تذهب حتى الجبال تسير. نعم. الله المستعان.

فتاوى ذات صلة