حكم تذمر النساء من تعدد الزوجات والإنكار على الأزواج

السؤال:

الواقع كدت سماحة الشيخ أطلب من سماحتكم نصيحة إلى الأخوات المتزوجات، فكثير من الإخوة عندما يتزوج وهذه نيته يريد على الأقل أن يكتسب الإنفاق على أخت مسلمة لا عائل لها، زوجته تغادر المنزل وتقوم وتولول وتفسد أولاده عليه وتؤنبهم عليه أيضًا.

الجواب:

هذا منكر مثلما سمعت، هذا منكر وليس لها أن تفعل ذلك، ليس لأي زوجة أن تنكر على زوجها ذلك، وليس لها أن تعترض عليه، وليس لها أن تسيء إليه، ولا إلى أولاده، وإنما فعل ما أباح الله له.

نعم، إذا ظلم، إذا جار عليها.. إذا لم يعدل فلها أن تتكلم، ولها أن تشكوه إلى المحكمة إلا أن تصبر وتحتسب، أما ما دام لم تر منه إلا الخير، أو حتى الآن ما بعد فعل شيئًا فإنها تصبر وتحتسب، وترجو الله أن يقدر لها الأصلح، وأن يعينها على الصبر، وسوف يجعل الله فرجًا ومخرجًا يقول الله في كتابه العظيم: فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا [النساء:19]، ويقول سبحانه: كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ [البقرة:216].

فالله هو اللي يعلم ، فربما كان هذا الزواج سببًا لعطفه عليها ومزيد محبته لها؛ لأنه رأى من الثانية ما لم ير من الأولى، ورأى أن خصال الأولى أحسن وأن سيرتها أطيب، وأن دينها أكمل، فيعطف عليها أكثر، وربما طلق الثانية وزاد حبه للأولى، فلا ينبغي لها أن تجزع من هذا، فربما كان خيرًا لها، وإن نجح في زواجه وعدل بينهما فالحمد لله، المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه، فينبغي لها أن تحب لأخواتها في الله أن يرزقهن الله أزواجًا وذريات، هكذا المؤمن مع أخيه، يقول النبي ﷺ: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه.
وهكذا لا تؤمن المؤمنة حتى تحب لأختها ما تحب لنفسها، هذا معنى كلامه عليه الصلاة والسلام؛ لأن قوله يعم الرجال والنساء، والله المستعان. نعم.
المقدم: والله المستعان، جزاكم الله خيرًا. 

فتاوى ذات صلة