حكم كشف المرأة للوجه والكفين لغير المحارم

السؤال:

سماحة الشيخ! أخواتنا في أسئلتهن يعرجن إلى فتوى ذكرت أن الوجه والكفين ليسا بعورة، رأيكم في هذا وتوجيهكم لو تكرمتم؟ 

الجواب:

لا شك أن هذا عورة، وقد تكلمت في هذا مرات كثيرة، وكتبنا في هذا رسالة وسميناها السفور والحجاب، فالوجه والكفان عورة، وهذا هو الحق الذي عليه المحققون من أهل العلم، وقد دل عليه قوله تعالى: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ [الأحزاب:53]، ما قال الرب: إلا وجهها وكفيها، ثم قال: ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، فذكر أنه أطهر لقلوب الرجال والنساء جميعًا، والطهارة مطلوبة للجميع.

وقد قال الله سبحانه في كتابه العظيم: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا [النور:31]، قال ابن مسعود: الملابس، وقال ابن عباس: الوجه والكفين، وقال بعض أهل العلم: المراد يعني: قبل الحجاب، أما بعد الحجاب فلا وجه ولا كفين، رواية ابن عباس .. قبل الحجاب.

وعلى فرض أنه أراد بعد الحجاب فقوله مرجوح، وقول ابن مسعود هو الصواب، ويدل عليه ظاهر القرآن والسنة، ويدل عليه حديث عائشة رضي الله عنها لما وقعت وقعة الإفك وتكلم فيها بعض المنافقين وبعض من اغتر بالمنافقين، رموها بـصفوان بن المعطل لما وجدها صفوان متخلفة عن الجيش وحملها حتى وصلها الجيش، فرماها أهل الإفك بما رموها به، وهي البراء رضي الله عنها، وهي المرأة الحرة المصونة التي صانها الله وحماها وكذب من رماها بالفاحشة، قالت رضي الله عنها: (فلما سمعت صوت صفوان المعطل استرجع لما رآها، قالت: فخمرت وجهي، وكان قد رآني قبل الحجاب)، هكذا رواه الشيخان في الصحيحين، وهذا يدل على أنهم كانوا قبل الحجاب يكشفون وجوههم وبعد الحجاب ستروا الوجوه، وهذا هو الصواب. نعم.

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة