حكم التبرك بمياه الآبار

السؤال:

أولى رسائل هذه الحلقة رسالة وصلت إلى البرنامج من السودان، وباعثها أحد الإخوة يقول يوسف الطاهر عبد البنات، أخونا يوسف له رسالة مطولة فيها سؤالان، سؤاله الأول مطول أيضاً ملخصه: أنه حفر بئرًا وفجأة بدأ الناس يتبركون بهذه البئر، ويتعالجون من مياهها، ويسأل الآن سماحة الشيخ، هل عليه إثم في ذلك أو لا؟

الجواب:

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:

فإذا كانت البئر المذكورة فيها ماء ينفع من بعض الأمراض وحصل تجارب بذلك وانتفع الناس بها فلا بأس بذلك، لكن يعلمون ويوجهون أن البرء من الله والشفاء من الله، وأن هذا الماء جعل الله فيه بركة ينفع الناس من مرض كذا أو مرض كذا، كما جعل الله في زمزم بركة ينفع الله بها عباده في أشياء كثيرة  والله جعل في بعض المخلوقات خصائص تنفع في بعض الأمراض فلا يضر ذلك، لكن يعلم الجاهل أنها ليس عندها بركة إنما هذا خاصية فيها جعلها الله في هذا الماء ينفع من كذا أو من كذا يبين له أنها تنفع من كذا وكذا بالتجارب.

وأما طلب البركة منها فالبركة من الله، لا يطلب منها بركة، ولكن تطلب البركة من الله، والشفاء من الله هو الذي يشفي، وهو الذي يعطي البركة جل وعلا، ولكن بعض المخلوقات تنفع كما ينفع لحم كذا من كذا، وثمرة كذا من كذا، والكي من كذا وكذا، والدهن زيت من كذا وكذا، وهكذا أشياء جعلها الله خاصة في بعض المخلوقات، تنفع في أشياء، فلا ينافي ذلك أنها مخلوقة، وأنها مربوبة، وأن الله هو خالقها، وأن الله هو الشافي والمعافي .

فالحاصل: أن بعض المخلوقات فيها خصائص تنفع من بعض الأمراض فلا مانع من استعمالها في الأمراض التي تنفع فيها حسب التجارب، ولكن مع الإيمان بأن الشفاء من الله والبركة من الله ، فلا يطلب منها شيء لا يطلب منها بركة ولا يطلب منها شفاء، الشفاء من عند الله والبركة من عند الله .

المقدم: جزاكم الله خيرًا.

فتاوى ذات صلة