حكم الاعتماد على الحسابات الفلكية في الكسوف والخسوف

السؤال:

سؤال آخر جاءنا من أكثر من أخ: عندما حدث خبر كسوف الشمس يوم أمس؛ عمد بعض الأئمة إلى إقامة الصلاة، ولكن الناظر إلى الشمس لا يستطيع أن يرى شيئًا، فهل الصلاة صحيحة لمن صلى؟ وهل تقام الصلاة إذا كان الكسوف جزئيًا، أو كليًا، نرجو توضيح ذلك من سماحتكم؟ 

الجواب:

هذا سمعناه من الصحف، وقد قلنا غير مرة للناس، وقد قلنا لإخواننا هنا في هذا المسجد بعد ظهر أمس أنه لا يكون ثابتًا بمجرد الأخبار، فرواية الصحف عن الفلكيين، أو بعض الفلكيين: أن الشمس تكسف في يوم كذا، أو في ساعة كذا لا يكفي، ولا يعتبر، ولا يعول عليه؛ لأن الحسابين يخطئون، ويصيبون.

نعم هو قد يعلم بالحساب، ذكر العلماء: أن الخسوفات تعلم بالحساب، وأن الحاسب الجيد الضابط قد يدرك من منازل القمر، ومنازل الشمس الأوقات التي يكون فيها الكسوف إذا نزلت المنزل الفلاني في الوقت الفلاني، لكنهم قد يغلطون في الحساب، وقد يخطئون، فأقوالهم تشبه أخبار بني إسرائيل التي قال فيها النبي ﷺ لا تصدقوهم، ولا تكذبوهم فقد يكون حقًا فيكذب، وقد يكون باطلًا فيصدق، ولكن مثل هؤلاء يراقب ما قالوا، فإن ظهر الكسوف بالعين العادية، إن ظهر الكسوف بينًا؛ سلمنا، وشرع لنا الصلاة؛ لأن النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: إذا رأيتم ذلك؛ فافزعوا إلى الصلاة فافزعوا إلى ذكر الله، واستغفاره، ودعائه فصلوا، وادعوا وقال: إذا رأيتم ذلك.

أما توهمات أن فيها كذا، وأن فيها سوادًا، أو يجعل شيئًا من المناظر، أو الدرابين، أو كذا، أو كذا، ينظر بها، هذا لا حاجة إليه، ولا يعتبر به الكسوف، والخسوف، إن ظهر في السماء الكسوف واضحًا؛ شرع للناس الصلاة، وإلا فلا، والذي سألناهم أمس جم غفير، يقولون: ما رأينا ذلك، وهذا كله مما توهمه الناس، فإن الناس إذا قيل لهم سوف يقع كذا؛ صاروا يتوهمون، وينظرون، ويفعلون، ومن كتب في الصحف قد أخطأ، لا حاجة إلى كتابته في الصحف إذا كان عندهم علم أخذ علمه من بطنه، ما في حاجة يكذب على الناس، ولا ينبغي له أن يؤذي الناس؛ لأنه إذا كتب إلى الناس؛ تأذى الناس، وربما ترك بعض الناس حاجاته، يظن أنه صادق، وربما نظر إلى الشمس؛ فيضره النظر إليها، وهو على كل حال قد آذاهم بهذا الخبر. 

أما إذا هاجمهم الكسوف، ورأوه عيانًا؛ فهذا أدعى إلى أن يبادروا، وأدعى إلى كل هذا مما قاله من التخويف -عليه الصلاة والسلام- فإذا رأوه الناس؛ هجم عليهم بغير أن يقال لهم: إنه سوف يقع كذا، كان هذا أدعى إلى الحذر، وأدعى إلى الخوف، وأدعى إلى المبادرة، وأدعى إلى القيام بما شرعه الله .

أما كونه يخبر قبله بيوم، أو يومين، أو ثلاث هذا مما يضعف الهمم، ومما يقلل الهيبة في القلوب، ويقلل الاكتراث بالكسوف، ويجعله عند الناس من الأمور العادية، تطرأ الشمس، والقمر، وأشباه ذلك، فالذي نرى أن هؤلاء الذين يزعمون أنهم حسّابون سوف نكتب في هذا -إن شاء الله - الذي نرى أنه لا ينبغي إعلامهم بهذه الأشياء، ولا حاجة إلى نشره في الصحف، ولو زعموا أنهم يريدون الناس يستعدون، وينتبهون، هذا لا حاجة إليه، متى وقع فعل الناس ما يشرع لهم، فعلى المسلم ما شرع الله له، ولا حاجة إلى إعلان هذا في الصحف، والله المستعان.

السؤال: يعتبر تنجيم؟

الجواب: لا، ما هو تنجيم، يعرف بالحساب، لكن لا حاجة إلى نشره. 

فتاوى ذات صلة