تفسير قوله تعالى: ﴿الم * غُلِبَتِ الرُّومُ﴾

السؤال:
ما تفسير هذه الآيات الكريمات، منها: قوله تعالى: الم ۝ غُلِبَتِ الرُّومُ ۝ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ [الروم:1-3]. أرجو من فضيلة الشيخ تفسير هذه الآيات الكريمة، ومن هم الروم المذكورون فيها؟

الجواب:
الروم هم: النصارى المعروفون، وكانت الحروب بينهم وبين الفرس سجالًا، تارة يدال هؤلاء على هؤلاء، وتارة هؤلاء على هؤلاء، أخبر الله أنهم غُلِبوا؛ غلبتهم الفرس: فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ ۝ فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ [الروم:3-4].
فوقع ذلك، فغلبت الروم الفرس، وكان ذلك أول مبعث النبي ﷺ حين كان الرسول عليه الصلاة والسلام في مكة، وكان ذلك من الآيات والدلائل على صدقه ﷺ وأنه رسول الله حقًا؛ لوقوع الأمر كما أخبر الله به في كتابه العظيم.
فالله جل وعلا هو العالم بالمغيبات، ويخبر نبيه بما يشاء منها كما أخبره عن الكثير مما يكون في آخر الزمان، كما أخبره فيما مضى من الزمان؛ من أخبار عاد، وثمود، وقوم نوح، وفرعون، وغيرهم، وكما أخبره أيضًا عليه الصلاة والسلام عما يكون يوم القيامة، ومن حال أهل الجنة وأهل النار، إلى غير ذلك.
فهذا من جملة الأخبار الغيبية التي أخبر بها القرآن ووقعت كما أخبر، وكان ذلك من علامة صدق الرسول محمد ﷺ وقد فرح المسلمون بذلك؛ لأن الروم أقرب إلى المسلمين من الفرس؛ لأنهم أهل كتاب، والفرس عُبّاد أوثان، ولهذا قال : وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ ۝ بِنَصْرِ اللَّهِ الآية [الروم:4-5][1].
 
  1. مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (24/ 265).
فتاوى ذات صلة