الكبائر تكفر بالتوبة النصوح

السؤال:
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -حفظه الله ورعاه-.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أفيدونا أحسن الله إليكم في مسألة تكفير الكبائر، وهل التوبة لازمة لها، أم أن الطاعات كالصلاة وغيرها تكفرها من غير توبة؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته؛ بعده:
الأدلة من الكتاب العزيز والسنة المطهرة كلها تدل على أن الكبائر إنما تكفر بالتوبة النصوح وصاحبها تحت مشيئة الله إن مات عليها مسلمًا لقول الله : إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا [النساء:31]، وقوله سبحانه: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا ۝ يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا ۝ إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا الآية [الفرقان:68-70]، وقوله سبحانه: إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ الآية [النساء:48]، وقول النبي ﷺ: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر[1] رواه مسلم في صحيحه، والآيات والأحاديث في هذا المعنى كثيرة.
وبذلك يعلم أن الآيات المطلقة والأحاديث المطلقة في تكفير السيئات بالأعمال الصالحات مقيدة بالنصوص المقيدة باجتناب الكبائر، وهذه قاعدة شرعية عند أهل العلم، والله ولي التوفيق.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم[2].
 عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
مفتي عام المملكة العربية السعودية
 
  1. أخرجه مسلم في كتاب الطهارة، باب الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة، برقم 233
  2. سؤال شخصي موجه لسماحته وأجاب عنه بتاريخ 18/ 8/ 1418هـ. (مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز 28/ 415).
فتاوى ذات صلة