ما الطريقة المُثْلى في إنكار المنكر؟

السؤال:
يُلاحظ تحمس كثيرٍ من الشباب لإنكار المنكر، ولكنَّهم لا يُحسنون الإنكار، فما نصيحتكم وتوجيهاتكم لهؤلاء؟ وما الطريقة المُثْلَى في إنكار المُنكر؟

الجواب:
نصيحتي لهم أن يتثبَّتوا في الأمر، وأن يتعلموا أولًا؛ حتى يتيقَّنوا أنَّ هذا معروف، وهذا منكر، حتى يعلموه بالدليل، ثم يكون الإنكار بالرفق والكلام الطيب والأسلوب الحسن، حتى يُقبل منهم، وحتى لا يُفسدوا أكثر مما يُصلحون، فإنه إذا أنكر بالأسلوب الشَّديد والعنيف لم يُقبل منه في الغالب، وأفضى إلى النزاع بينه وبين صاحبه، ثم قد تطول المسألة وترتفع إلى ولاة الأمور، فيُمنع لسوء أدبه، ولسوء تصرفه.
فالواجب على الدَّاعي إلى الله والآمر بالمعروف والنَّاهي عن المنكر أن يسلك الطريق السوي، بالأسلوب الحسن، بالرفق، بالرحمة، بالعطف، يقول الله : فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ [آل عمران:159]، يقول: هداك الله يا أخي، هداك الله، ما يجوز هذا الكلام، ما يجوز هذا الفعل، يا أخي، اتَّقِ الله، دع هذا.
وقد قال الله لموسى وهارون عليهما الصلاة والسلام لما بعثهما إلى فرعون اللَّعين الطَّاغية الذي يقول: أنا ربكم الأعلى، ماذا قال لهما؟ قال لهما ما تقرؤونه في كتاب الله: فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى [طه:44].
هكذا الأسلوب الجيد، مع أن يكون عاملًا بما يقول، يُعرف عنه العلم والعمل، والسيرة الحميدة، والأخلاق الفاضلة، ومع ذلك يرفق في الكلام في الأمر وفي النَّهي جميعًا، حتى تكون آثاره صالحةً، وعاقبة ما يقوم به حميدةً، وحتى يتأسَّى به الآخرون في عمله الطيب، وحتى ينفع الله به الأمَّة، ويكون بالكلام: بالآيات والأحاديث.
فتاوى ذات صلة