هل إنكار المنكر يقتصر على رجال الحِسبة؟

السؤال:
هل إنكار المُنكر مُقتصرٌ على المعنيين من أهل الحِسبة، أم هو عامٌّ لجميع المسلمين؟ وما حكم مَن قال لي وأنا أُنكر عليه: لا تأمر بالمعروف، ولا تنهَ عن المنكر حتى يأذن لك السلطانُ؟

الجواب:
الشيخ: ليس خاصًّا بالسلطان، ولا خاصًّا بالمعينين، بل هو عامٌّ كما تقدم في الكلمة، الله يقول: وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [التوبة:71]، فهو فرضٌ على كل مؤمنٍ، وعلى كل مؤمنةٍ حسب الطاقة، لكنه في حقِّ ولاة الأمور، وفي حقِّ مَن عيَّنهم ولاة الأمور، في حقِّهم يكون أشدَّ وجوبًا، وأشد فرضًا، ولكن مثلما تقدَّم لا بدّ من كون الآمر والنَّاهي ذا علمٍ، وذا بصيرةٍ، حليمًا فيما يأمر به، وفيما ينهى عنه، رفيقًا، لا يُسبب مشاكل وفتنًا، بل تكون عنده الرزانة والصَّبر والحلم والرِّفق.
س: الأخ يسأل عن السلام على مَن أفشى المُنكرات في الأسواق، وعن إنكار كل منكرٍ يُشاهده في السوق، هل يجب عليه الإنكار أم لا؟
الشيخ: نعم، يُنكر على حسب طاقته، إذا كان يستطيع يُنكر باللسان، وإن كان يستطيع باليد -كأهل الحسبة- يُنكر باليد، ولو كثرت المنكرات لا ييأس، يكون عنده ظنٌّ حسنٌ، وعنده رجاءٌ بالله، ولا يملّ، بل يرجو ما عند الله من المثوبة، وإذا كان معه بعضُ إخوانه يكون أحسن: اثنان، ثلاثة، أربعة، يتعاونون في نصيحة الناس، وإنكار المنكر، والأمر بالمعروف بالرفق والكلام الطيب، يكون هذا أجدى وأنفع من الواحد.
فتاوى ذات صلة