ما حقيقة "الحَدَاثة" وما حكم الإسلام فيها؟

السؤال:
كثر الكلامُ في الآونة المُتأخرة عن الحَدَاثة، نرجو من سماحتكم بيان حقيقتها، وحكم الإسلام فيها، وما حكم مَن يُرَوِّج لها مع علمه بحقيقتها؟

الجواب:
الحَدَاثة أدبٌ جديدٌ مكشوفٌ لمن تأمَّله، خفيٌّ على مَن لم يتأمله، فالذي علمنا من حالهم وقرأنا عنهم أنهم طائفة يخفون إلحادهم وباطنهم في عبارات وفي أشعار مُعقَّدة غير واضحةٍ، ويستعملون ألفاظًا جديدةً ليست على الطريقة العربية والأسلوب العربي، ويقصدون بها معاني غامضة، وهدفهم مما ظهر منهم: نَبْذُ الإسلام والشريعة الإسلامية، ونبذ كل قديمٍ، ومُعاداة كل قديمٍ، وأنهم يُريدون ترويج الأشياء الجديدة من الغرب والشرق، وأن تكون الأمةُ في غايةٍ من الحرية؛ لتعمل ما تُريد من كل فسادٍ وشرٍّ، وليس لها قائدٌ ولا قيودٌ، بل تعمل ما تشاء، وترفض ما تشاء.
فهم فيما ظهر من كلامهم يرفضون كلَّ ما يُسمَّى: قديمًا، ومعلومٌ أن الشريعة قديمةٌ، وأنه مرَّ عليها الآن أربعة عشر قرنًا، فهم يُحاربونها، ولكن يتسترون بعبارات غير واضحةٍ، وربما صرَّحوا وبيَّنوا في بعض الأحيان، ومَن تأمَّل كتاباتهم وقرأ مقالاتهم اتَّضح له ذلك.
وقد ألَّف أخونا الشيخ عوض بن محمد القرني رسالةً في ذلك، ذكر فيها شيئًا كثيرًا من كلماتهم، وقد اطلعتُ على أكثرها -أكثر الكتاب- وكتبتُ عليه ما تيسر.
فنصيحتي لأصحاب الحداثة أن يتَّقوا الله، وأن يرجعوا إلى دين الله، وأن يتكلَّموا باللغة العربية الواضحة إن كانوا يُريدون الخير، وأن يُظهروا الحقَّ والهدى والصواب، وأن يبتعدوا عن مُعاداة الإسلام وأهله، وأن يكونوا صُرحاء: إمَّا بإلحادهم حتى يُقتلوا، أو يُنفوا من الأرض، وإما بتوبتهم إلى الله، حتى يُحبَّهم المسلمون، وحتى يُساعدوهم على الخير.
ونصيحتي لأهل العلم أن يُتابعوا مقالاتهم وكتاباتهم، وأن يفضحوهم في ذلك، حتى يرجعوا إلى الصواب، وحتى يؤبوا إلى رشدهم، ونسأل الله أن يمُنَّ عليهم بالهداية.
فتاوى ذات صلة