تفسير قوله تعالى: {يوم يكشف عن ساق..}

السؤال:
ما الحقُّ في قوله تبارك وتعالى: يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ [القلم:42]؟

الجواب:
الرسول ﷺ فسَّر هذا بأنَّ المراد يوم يجيء الربُّ يوم القيامة، ويكشف للأمة عن ساقه، العلامة التي بينهم وبينه ، فإذا كشف عن ساقه عرفوه وتبعوه، وإن كانت الحرب يُقال لها: "كشفت عن ساقٍ" إذا اشتدَّت، لكن هذا معنى معروف لغوي، قاله أهل اللغة، ولكن في الآية الكريمة ينبغي أن يُفسَّر بما جاء في الحديث الشريف، وهو كشف الرب عن ساقه .
وهذه من الصفات التي تليق بالله، لا يُشابه فيها خلقه جلَّ وعلا، كسائر الصِّفات فهو موصوف باليدين، بالقدم، بالعين، بالرحمة، بالرضا، بالغضب، بالسمع والبصر، كلها صفات حقّ، كلها تليق بالله جلَّ وعلا، لا يُشابه فيها خلقه . والعبد يُوصَف بذلك: يوصف بالسمع والبصر والعين، يوصف بالرضا والغضب، وباليد والقدم، ولكن ليست الصفةُ كالصفة، قال تعالى: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ [الإخلاص:4].
هكذا يكشف عن ساق الطريق واحدة، كما أن يده لا تُشبه الأيدي، وسمعه لا يُشبه السمع، وهكذا علمه، وهكذا رحمته، وهكذا غضبه، وهكذا رضاه، فهكذا كشفه عن ساق، ووصفه بذلك، لا يُشبه سوق العباد وكشف العباد، بل شيء يليق بالله، لا يُشابه به خلقه ، فله الأسماء الحسنى، وله الصفات العلا على الوجه اللائق به جلَّ وعلا عند أهل السنة، لا يُشابه خلقه في شيءٍ من صفاته جلَّ وعلا.
فتاوى ذات صلة