ما حكم التأويل في الصِّفات؟

السؤال:
ما حكم التأويل في الصِّفات؟

الجواب:
التأويل منكر، لا يجوز تأويل الصفات، بل يجب إمرارها على ظاهرها على الوجه الذي أراده الله ، من غير تحريفٍ، ولا تكييفٍ، ولا تمثيلٍ، على طريقة العرب وأساليبهم، والله جلَّ وعلا أخبرنا عن صفاته وعن أسمائه وقال: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11]، فعلينا أن نمرّها كما جاءت، وهكذا قال أهل السنة والجماعة: نمرّها كما جاءت بلا كيفٍ، يعني: أمرُّوها كما جاءت من غير تحريفٍ لها ولا تأويل، بل تمر على ظاهرها، على الوجه الذي يليق بالله، من دون تكييفٍ ولا تمثيلٍ، فيُقال: استوى على العرش استواءً يليق بجلال الله، لا يُشابه خلقه في صفاته، هكذا العين، وهكذا في السمع، وهكذا في اليد، وهكذا في القدم، وهكذا غير ذلك، كلها صفات تليق بالله، لا يُشابه فيها خلقه جلَّ وعلا.
وقوله سبحانه: تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا [القمر:14] وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي [طه:39] ما يلزم منه التأويل؛ لأنَّ هذه لغة العرب، المقصود من ذلك بيان أنَّ السفينة تجري بكلاءة الله وعنايته، ما يُسمَّى هذا: تأويلًا، هذا بيان للمعنى المراد، وهكذا وَلِتُصْنَعَ عَلَى عَيْنِي أن يُربَّى على عيني، على رعايته سبحانه، وتوفيقه له في تربيته عليه الصلاة والسلام، يعني: موسى.
وهكذا وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطور:48] يعني: أنه تحت كلاءة ربه وحفظه وصيانته ونصره وتأييده، إلى غير هذا من الصفات.
كذلك حديث: مَن تقرَّب إليَّ شبرًا تقرَّبْتُ إليه ذراعًا، ومَن تقرَّب إليَّ ذراعًا تقرَّبْتُ إليه باعًا يُمَرّ كما جاء على الوجه اللائق بالله ، من غير تحريفٍ، ولا تكييفٍ، ولا تمثيلٍ، بل على الوجه الذي أراده الله سبحانه وتعالى.
هكذا النزول في آخر الليل، وهكذا السمع، وهكذا الغضب، وهكذا الرضا، وهكذا الضحك، تمر كما جاءت على الوجه اللائق بالله، من غير تحريفٍ، ولا تعطيلٍ، ولا تكييفٍ، ولا تمثيلٍ، بل على الوجه اللائق بالله ، من غير مُشابهةٍ لخلقه عزَّ وجلَّ... له الكمال في كل شيءٍ : لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى:11].
فتاوى ذات صلة