ما حكم الإكثار من الحركة في الصلاة؟

السؤال:
يقول السائلُ أنه يرى كثيرًا من الناس في الصلاة يُكثر الحركة، فنراه يمشط لحيته بيده، ويُحرك عمامته، ويعدل العقال.. إلى آخر ما هنالك، فما حكم صلاة مثل هذا؟

الجواب:
المشروع للمؤمن والمؤمنة الخشوع في الصلاة والسكون وعدم الحركة؛ لقول النبي ﷺ: اسكنوا في الصلاة، والله يقول سبحانه: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ [المؤمنون:1- 2]، والخشوع هو السكون والتَّواضع وحضور القلب والإقبال على الله، هذا واجبٌ على المؤمن والمؤمنة في صلاته: أن يطمئن.
ولما رأى النبيُّ ﷺ رجلًا لم يخشع، لم يطمئن، أمره أن يُعيد، فالطُّمأنينة في الصلاة أمرٌ لا بد منه، ركنٌ من أركانها، وكمال الخشوع وتمامه أمرٌ مُستحبٌّ، ومن كمال الصلاة.
فإذا كان العبث يُخرجه عن الطُّمأنينة بطلت صلاتُه، وإذا كان قليلًا لم تبطل صلاته، فالحركات القليلة والمتفرقة غير المتوالية يُعفى عنها في الصلاة، لا تبطل بها الصلاة، فقد كان النبيُّ ﷺ يحمل أمامة بنت زينب بنت ابنته في الصلاة، يحملها، فإذا ركع وضعها في الأرض، وإذا قام حملها عليه الصلاة والسلام.
وقد تقدم أنه لما عُرضت عليه الجنة مشى خطوات، ولما عُرضت عليه النار تأخَّر خطوات، وصلى على المنبر، وكان إذا أراد أن يسجد نزل وسجد في أصل المنبر، فإذا فرغ من سجوده صعد وقرأ عليه؛ ليعلم الناس.
فالحركات في تعليم الصلاة وفي إكمال الصلاة وتمامها أمرٌ مطلوبٌ، والحركات التي تدعو لها الحاجة في الصلاة إذا كانت قليلةً يُعفى عنها، كما لو انتقضت عمامته فعدلها، أو شبه ذلك من الأمور التي تعرض له في صلاته، فالشيء اليسير يُعفى عنه والحمد لله، لكن ينبغي له أن يُلاحظ السكون والتَّغافل عن بعض الأشياء التي قد تشغله، حتى يُكمل صلاته ويُتممها بخشوعٍ وطمأنينةٍ، ولكن يُعفى عن الشيء اليسير.
فتاوى ذات صلة