ما علاج من به وسواس في ذات الله تعالى؟

السؤال: 

أنا أصابني الوسواس فغلوتُ في الدين، وأصابني الوسواس في ذات الله عزَّ وجل وبدأتُ أتكلم على الله وأستهزئ، وهذا من مدة طويلة، فالآن يا شيخ كيف الرجوع إلى الله وقد قال الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا لَنْ تُقْبَلَ تَوْبَتُهُمْ وَأُولَئِكَ هُمُ الضَّالُّونَ [آل عمران:90]؟

الجواب:

عليك الرجوع إلى الله بالتوبة والندم، وأن تقول عند هذه الوساوس: آمنتُ بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، قد أرشد النبيُّ ﷺ مَن بُلِيَ بالوسواس في حقِّ الله أن يقول: آمنتُ بالله ورسله، وأن يستعيذ بالله، وينتهي.
ثبت في الصحيح أنه قيل: يا رسول الله، إنه يجد أحدُنا ما أن يخرّ من السماء أحبّ إليه من أن ينطق به –يعني: من الوسوسة- فقال: ذاك صريح الإيمان يعني: زبدة الإيمان؛ لأنَّ العدو لما رأى قوةَ الإيمان وصفاء الإيمان أتى بهذه الوساوس ليصدَّ العبدَ عن دينه، فمن قوة إيمانه يرى أنه لو خرَّ من السماء ساقطًا لكان أهون عليه من أن ينطق بهذه الوساوس؛ لخُبْثِها فيما يعتقده.
وفي اللفظ الآخر يقول ﷺ: لا يزال الناسُ يتساءلون حتى يقول أحدُهم: هذا الله خلق كلَّ شيءٍ، فمَن خلق الله؟ قال: فإذا وجد أحدُكم ذلك فليقل: آمنتُ بالله ورسله، وليستعذ بالله، ولينته.
فإذا جاءت الوساوس في الله، أو في الدار الآخرة، أو في الجنة، أو في النار، أو في البعث والنُّشور، أو في القدر، أو في أسماء الله وصفاته فقل: آمنتُ بالله ورسله، كررها حتى تطمئنَّ، وقل: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، وانتهِ عنها، اطرحها، اشتغل عنها بالحديث مع إخوانك، بالقراءة، بالأذكار، بالمطالعة، إلى غير ذلك من الشّغل، والتوبة بابها مفتوح، قال العلماء في: ازْدَادُوا كُفْرًا يعني: ازدادوا كفرًا حتى ماتوا على الكفر، أما ما دام الإنسانُ حيًّا فباب التوبة مفتوح، ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْرًا يعني: لم يزالوا في الكفر حتى ماتوا -نسأل الله العافية- فليس بعد الموت على الكفر توبة، ليس له إلا النار -نعوذ بالله- لكن ما دام حيًّا فإنه تُقبل منه التوبة، كما قال النبيُّ ﷺ في الحديث الصحيح: إنَّ الله يبسط يدَه في الليل ليتوب مُسيئ النهار، ويبسط يده في النهار ليتوب مُسيئ الليل، حتى تطلع الشمسُ من مغربها، فالإنسان لا يزال في فسحةٍ من دينه ما لم يمت على الكفر، فإذا تاب قبل أن تطلع الشمسُ من مغربها، وقبل أن يُغرغر -قبل أن تخرج روحه- توبةً صادقةً قبلها الله منه، ولو فعل ما فعل.
فتاوى ذات صلة