ما كيفية عذاب القبر ونعيمه للميّت؟

السؤال: 

إذا مات الرجلُ الصالحُ: هل يُنَعَّم في القبر أم يدخل الجنة؟ وكذلك الفاسق الكافر: هل يُعذَّب في القبر أم يدخل النار؟ أرجو التوضيح جزاكم الله خيرًا.

الجواب:

القبر إمَّا روضة من رياض الجنة، أو حفرة من حفر النار، وهو أول منازل الآخرة، وأخبر النبي ﷺ أنَّ المؤمن إذا وُضع في قبره يُفتح له بابٌ إلى الجنة، ويرى مقعده من الجنة، ويأتيه من روحها ونعيمها، فضلًا من الله جلَّ وعلا، ويُفتح له بابٌ إلى النار، ويُقال: هذا مقعدك لو كفرتَ، فالآن هذا مقعدك من الجنة، فيراهما جميعًا حتى يتم سروره ويغتبط بفضل الله عليه: أن أجاره من النار، وأدخله الجنة، وفتح له بابًا إليها.
وبعد البعث والنُّشور والموقف يوم القيامة بعد ذلك ينتقل المؤمنون إلى دورهم في الجنة، أما في الدنيا في القبور فيأتيه من نعيمها وروحها وطيبها وهو في قبره، وينال جسده نصيبه من ذلك، والروح تُنعَّم في الجنة، أرواح المؤمنين تنقل إلى الجنة كما في الحديث الصحيح: أنها طائر يعلق بشجر الجنة، حتى يردَّها الله إلى جسدها، وترد إلى الجسد متى شاء الله ذلك جلَّ وعلا.
أما أرواح الشُّهداء -أرواح المقتولين في سبيل الله- فهؤلاء أرواحهم في أجواف طيرٍ خُضْرٍ تسرح في الجنة حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديل مُعلَّقة تحت العرش، كما جاء به الخبر عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
والكافر بضدِّ ذلك: إذا وُضع في قبره يُعذَّب في قبره، ويناله من العذاب ما شاء الله من ذلك، وروحه تُعذَّب في النار، ومع الجسد، لكن نعيم الروح وعذاب الروح أكمل، ويوم القيامة يُدخل الكافرُ النار، روحه وجسده يدخلان النار، والمؤمن بروحه وجسده إلى الجنة، أما في الدنيا فينال الجسد نصيبه من النعيم -جسد المؤمن- وينال جسد الكافر نصيبه من العذاب، وروحه نعيمها أكمل، وعذابها أكمل في الدنيا، روح المؤمن تُنَعَّم في الجنة، وروح الكافر تُعذَّب في النار، قال تعالى في آل فرعون: النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ [غافر:46]، فدلَّ على أنَّ أرواحهم في الدنيا يُصيبها نصيبها من العذاب في القبر، وفي خارج القبر، وهكذا المؤمن يحصل لروحه من النعيم في القبر، وفي خارج القبر، وتنقل إلى الجنة كما تقدم، وتكون طائرًا يسرح في الجنة حيث شاء، ويردّها الله إلى جسدها متى شاء .
فتاوى ذات صلة