متى يكون سجود السهو قبل السلام أو بعده؟

السؤال: 

تعلمون ما للصلاة من فضلٍ وأجرٍ ومكانةٍ، ولكن قد تطرأ عليها أمورٌ تنقص أجرها، وقد جعل الله تعالى ما يجبرها وهو سجود السَّهو، فآمل من فضيلتكم إعطاءنا تصورًا كاملًا عنه، هل هو قبل السلام أم بعده؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

سجود السَّهو مشروعٌ لما يقع من الإمام والمنفرد من السَّهو، وهو واجبٌ فيما يبطل عمده الصلاة، ويجوز قبل السلام وبعده، مَن سجد قبل السلام فلا بأس، ومَن سجد بعد السلام فلا بأس، الأمر فيه واسعٌ، ولكنه قبل السلام أفضل في جميع الأحوال، إلا في حالتين:
إحداهما: إذا سلَّم عن نقص ركعةٍ أو أكثر، فإن الأفضل أن يسجد بعد السلام، كما فعل النبيُّ ﷺ في حديث ذي اليدين، وفي حديث عمران: لما سلَّم عن نقصٍ كمّل وسلَّم، ثم سجد للسهو سجدتين بعد السلام، هذا هو الأفضل.
والحال الثاني: إذا بنى على غالب ظنِّه، يعني: اشتبه عليه هل صلَّى ثلاثًا أم أربعًا؟ وغلب على ظنه أنها أربع، وكمّل، ولم يُنكر عليه ذلك من المأمومين؛ يسجد بعد السلام أفضل، وهكذا لو كان منفردًا وغلب على ظنه، وبنى على غالب ظنه، فإنَّ السجود بعد السلام أفضل؛ لحديث ابن مسعودٍ في "البخاري": أن النبي عليه الصلاة والسلام قال: إذا شكَّ أحدُكم في صلاته فليتحرَّ الصواب، وليتم عليه، ثم ليُسلم، ثم يسجد سجدتين، فجعل السجودَ بعد السلام.
أما في غير هاتين الحالتين فالسّجود قبل السلام أفضل، ومع ذلك لو سجد قبل السلام في الجميع أو بعد السلام في الجميع؛ فلا حرج، والحمد لله.
فتاوى ذات صلة