ما الرد على من يرى إباحة الغناء والمعازف؟

السؤال: 

أحد الباحثين قام بعمل بحثٍ حول الغناء وآلات العزف، وقال: إنَّ رأيه قد استقرَّ على إباحة ذلك كله، فما رأي سماحتكم؟

الجواب:

هذا فيه تفصيل:

أما الشعر العربي المعروف فهذا لا بأس به إذا كان معناه الدَّعوة إلى الله، أو التَّشجيع على الكرم والجود والأعمال الطيبة، أو الجهاد، أو هجو الأعداء، أو الحث على الجهاد، أو نحو ذلك، مثلما كان يفعل حسانُ وكعبُ بن مالك وعبدُالله بن رواحة وغيرُهم، هذا أمرٌ مُسلَّمٌ، وهكذا النَّشيد فيما ينصر الحقَّ، كما كان النبيُّ يفعل والصحابة لما كانوا يحفرون الخندق، وفي بناء مسجده ﷺ:

اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدَّقنا ولا صلَّينا
فأنزلن سكينةً علينا وثبِّت الأقدامَ إن لاقينا
هذا كله طيب.
أما آلات الملاهي أو الغناء المعروف الذي يُشبه غناء النِّساء بالتَّكسر وألحان النساء؛ فهذا محرَّمٌ عند جمهور أهل العلم، ذهب قلَّةٌ إلى جواز الشيء اليسير منه، ولكن الأكثرين من أهل العلم على تحريمه مطلقًا، وإذا كان يدعو إلى خمر أو زنا أو فواحش حَرُم بالإجماع، لكن إذا كانت صيغته تدعو إلى شهوة النِّساء وإلى المعاصي حَرُم ذلك، وإذا كان بأصوات النِّساء حَرُم ذلك؛ لأنَّ الله قال: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ [الأحزاب:32]، فيحرم على الرجال سماعه، أما بينهنَّ فلا بأس، بين النساء في العرس لا بأس، كما جاء عن النبي ﷺ، مع الدُّفِّ، أو الجواري في أيام العيد بالأشعار التي لا محذور فيها، كما أقرَّ النبيُّ الجاريتين على الشعر في بيت عائشة، بأشعار الأنصار يوم بُعاث في يوم عيدٍ، وقال: إنه يوم عيد، وأمر الصديقَ قال: دعهما، هذا لا بأس به.
وقال ابنُ الصلاح: أجمع العلماء على أنَّ الغناء مع بعض آلات اللَّهو مُحرَّمٌ بالإجماع، وإنما الخلاف إذا كان الغناء فقط، ليس معه شيء، الجمهور على تحريمه مطلقًا: الغناء الذي يصدر من النساء، أو من الرجال على طريقة النساء، أما الأشعار العربية بلغة العرب ولحون العرب فهذا جائزٌ ما فيه خلاف، وفعله حسانُ بين يدي النبي ﷺ، وفعله كعب بن مالك، وفعله عبدالله بن رواحة، وهكذا النَّشيد الصالح الذي يدعو إلى الخير بين الرجال، كما فعلوا يوم الخندق، وكما فعلوا في بناء مسجد النبي ﷺ فلا يجوز الخلط والتَّلبيس.
أما آلات الملاهي فكلها محرَّمة: العود، والكمان، والموسيقى، والطبل، آلات الملاهي ما فيها تفصيل، كلها منكرة، وقد كتبنا في هذا رسالةً مُستقلةً، لها مدة طويلة تُوزَّع، أوضحنا فيها الأدلة بالتفصيل، فنرجو أن تُنشر قريبًا في الصحف؛ لأجل شمول الفائدة، وكذلك تُطبع وتُوزَّع إن شاء الله، هي قد طُبعت مرات كثيرة، ووزِّعَت مرات كثيرة، لكن الحاجة ماسَّة الآن إلى توزيعها في كل مكانٍ.
فتاوى ذات صلة