معنى قوله تعالى: {فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ}

السؤال: 

يقول الله تعالى: فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [آل عمران:175]، الخوف هنا؟

الجواب:

الخوف ثلاثة أقسام:
الخوف الواجب.
والخوف الذي هو العبادة.
والخوف الطبيعي.

خوف العبادة لا يصلح إلا لله ، ومَن خاف غير الله أن يسجر قلبه، أو أن يصدَّه عن الهدى بأسبابٍ خاصَّةٍ؛ فهذا شركٌ أكبر: فَلَا تَخْشَوُا النَّاسَ وَاخْشَوْنِ [المائدة:44]، أما إذا خافه من أجل شرِّه، واتَّقاه من أجل شرِّه، أو خاف لصوصًا وأخذ بالأسباب: كالحرس وغيره؛ فهذا لا بأس به، هذا من باب اتِّخاذ الأسباب، فلا يضر.

أما إذا كان الخوفُ يحمله على ترك واجبٍ أو فعل معصيةٍ فهذا لا يجوز، كالذي يخاف من القتال، ويخاف أن يُقتل من غير عذرٍ شرعيٍّ، أو لا يأمر بالمعروف ولا ينهى عن المنكر؛ يخاف أن يُصيبه شيءٌ، هو جبن منه وضعف، وإلا ما شيء يوجب هذا الشيء، فهذا لا يجوز.

أما الخوف الطبيعي وكونه يخاف المؤذيات: فيخاف الحية، ويخاف العقرب، ويتّخذ الأسباب، ويخاف اللصوص فيتخذ الحرس؛ فهذا لا بأس به.
س: الخوف من الجِنّ؟
ج: يتعوذ بالله منه، ويأخذ بالأسباب: فيُسمِّي الله عند الدخول، ويقول: أعوذ بكلمات الله التامَّات من شرِّ ما خلق، إذا دخل المنزل، وإذا أصبح، وإذا أمسى، فيأخذ بالأسباب، مثلما يخاف من العدو فيأخذ بالأسباب.

فتاوى ذات صلة