حكم استقدام الكفار إلى بلاد المسلمين

السؤال:

يقول: إن الذين وفدوا إلى المملكة من أهل الكفر بنسائهم، وأسرهم كثيرون، وأصبحوا يؤثرون في المواطنين تأثيرًا سيئًا للغاية، يعادل تمامًا الأثر الذي يحدثونه، فيمن يذهب إليهم من المبتعثين، فهلا أجبروا على الالتزام بتقاليد المملكة، وهي تعتقد الإسلامية في كل مظاهرهم .. أو لا يسمح لهم بالبقاء صيانة للدين، والمسلمين؟

الجواب:

هذا السؤال عظيم، ولكنه وارد، وأن الخطر الآن موجود، وعظيم، والتأثر بالكفار الموجودين أيضًا عظيم، وموجود، ولهذا وجه العلماء إلى الحكومة -وفقها الله- في إنهاء عقود الكفرة، وألا يقبل منهم كل من يضر المسلمين، وألا يستورد منهم إلا من تدعو الضرورة إليه، فيه صفات خاصة ضرورية؛ أما من سواه فينبغي إنهاء عقده، وينبغي ألا يبقى بين المسلمين لما في بقائه... غيره من المسلمين، إلا من تدعو الضرورة إليه بصفة خاصة، كما أن النبي ﷺ أقر اليهود في خيبر لما احتاج إليهم عمالًا في خيبر، ثم أجلاهم عمر بعدما أمر النبي بإجلائهم، عليه الصلاة والسلام.

وهكذا لما اضطر إلى دليل من مكة يدله على المدينة؛ استأجر واحدًا .. يدله على المدينة و[كان] على دين قومه لما عرف أمانته، وأنه لا يضره في هذا السبيل.

فالمقصود: أن هناك استثناءات لا بأس بها عند وجود شروطها، ولكن لا ينبغي للمسلم في كل مكان أن يرضى بهذه الحالة، وأن يستورد الكفار؛ طمعًا في الدنيا، هذا يستورد عمالًا، وهذا يستورد عمالًا، وهذا يستورد، وهذا يستورد من الكفار، ويحتجون بوجودهم عند هذه الدولة، هذا غلط، لا يجوز، لا يجوز استيراد عمالًا لا من الهند، ولا من باكستان، ولا من تايلاند، ولا من غيرها، ولا من الفلبين، لا يجوز استيراد العمال الكفار أبدًا، ولا شغالات عاملات كافرات.. أو مربيات، كل هذا منكر يجب القضاء عليه، ويجب التعاون ضده. 

هكذا يجب على المسلمين أينما كانوا، ولا يحملهم الطمع في الأموال، أو الحرص على الخدمة، أو ما أشبه ذلك، يجب ألا يحملهم هذا على التساهل حتى يستوردوا الكفرة الذين يضرون المسلمين في بيوتهم، ويضرون أخلاقهم، ويضرون عقائدهم، ويضرون أسرهم، كل هذا معروف.

فالواجب على المسلمين أينما كانوا في أي مكان: أن يحذروا هذا، وأن يكون استيرادهم عند الضرورة، يستوردوا المسلمين، يختارونهم، ويتبصرون في اختيارهم أيضًا، ولا يستوردون كل من هب ودب بدعوى الإسلام، بل يجب على من أراد شيئًا أن يعتني به، وأن يبعث من يختار المسلم المناسب المسلمة المناسبة عند الضرورة، ويذهب بنفسه حتى يتحقق، وحتى يسأل من يظن فيه الخير؛ حتى لا يستورد إلا مسلمًا طيبًا، أو مسلمة طيبة تنفع المسلمين، وتقوم بالعمل الذي يحتاجه المسلمون، ويقوم العامل كذلك المسلم بما يحتاجه المسلمون.

فالمسلمون أولى بالنفع من أولئك، أولى بأن ينفعوا، وينفعوا أنفسهم، فهم إخواننا إذا استقاموا، هم إخواننا كوننا نستوردهم، وننفعهم بالمال، وحتى ينفعوا بلادهم.. فهم أولى من استيراد الكفرة عمالًا، أو غير عمال، والواجب على من له صلة بهذا من المؤسسات أن يخشى الله، وأن يراقب الله، وأن يحذر استيراد الكفار كيفما كانوا، وأن يحذر استيراد الخادمات، والمربيات الكافرات، بل يجب أن يحذر هذا كله، وأن يكون في ذلك مساعدًا للمسلمين، ومساعدًا للدولة في قلة الكفار، وفي تكثير المسلمين؛ حتى لا يبقى إلا المسلم، والمسلمة، وحتى يقل وجود الكفرة، أو يعدم بالكلية، نسأل الله العون على ذلك. 

فتاوى ذات صلة