حكم من يحذر من تزويج من تزوج بأكثر من واحدة

السؤال:

سماحة الشيخ يرحمكم الله القائم الآن من التحذير من تزويج من لديه زوجة هل يعتبر هذا من تحديد النسل تحديد نسل الأمة، وهل يجوز بهذه الصورة؟ 

الجواب: 

هذا الذي قام به بعض الناس أكبر من مسألة تحديد النسل، هذه مضادة لشرع الله، الذين يحذرون من تزويج من تزوج أكثر من واحدة، هؤلاء مصادمون لشرع الله، وأمرهم منكر -نسأل الله العافية- هؤلاء ضد النبي -عليه الصلاة والسلام- وضد القرآن، فالله -جل وعلا- أباح لنا نكاح الثنتين، والثلاث، والأربع، والرسول ﷺ أباح ذلك، وتزوج -عليه الصلاة والسلام- عدة من النساء، عليه الصلاة والسلام. 

فالذين يحاربون التعدد من النساء والرجال مصادمون للشرع، ويخشى عليهم من الانسلاخ من الدين -نعوذ بالله- يخشى عليهم في هذا الأمر أن يكونوا منسلخين من دين الله لكراهتهم ما شرع الله، ولدعواهم أن ذلك يضر المجتمع، أو غير ذلك مما يدعون، فأنا أخشى على هؤلاء أن يرتدوا عن دينهم، وهم لا يشعرون؛ لأنهم يضادون شرع الله، ويضادون كتاب الله، ويضادون رسول الله، هذا منكر عظيم.

وإنما الواجب الدعوة إلى العدل، وأن إذا تزوج اثنتين، أو ثلاث يعدل، ويقوم بالواجب، ولا ينبغي التعدد إذا كان يظلم النساء، ولا يعدل بينهن، أما جنس النكاح بالثنتين، والثلاث، والأربع فأمر مشروع، ولا حرج فيه، وعلى صاحبه أن يعدل، ويتحرى العدل في ذلك، وفيه كثرة الإعفاف للفروج، وكثرة النسل، وصيانة النساء، وعفة الرجال كل هذا أمر مطلوب. 

والناس اليوم في خطر عظيم، وبعض الناس اليوم إنما يمتنع الناس من تزويجه، ولا يرغبون في تزويجه لما عرفوا منه من الفساد، وتعاطي الخمور، وقلة الصلاة، كثير من الشباب اليوم زهد فيهم الناس، ولا يرغبون أن يعطوهم بناتهم، وكانوا يودون أن يزوجوهم لولا ما بلوا به من الخصال الخبيثة، فإذا وقع الشاب -والعياذ بالله- في الفواحش، واشتهر بذلك، أو في الخمور، والسكر -نسأل الله العافية- أو بترك الصلاة فمن يزوج هذا، من يرغب في هذا وهو يعلم حالته السيئة -نسأل الله العافية- فمن أراد أن يُزَوج، ومن أراد أن ينظر فيه ولو بلا مال، بمال قليل؛ فعليه أن يتقي الله، وعليه أن يصون عرضه عما حرم الله، ويستقيم على دين الله، فكل أهل الخير معه، ويودون أن يزوجوه.

وكذلك بعض النساء ابتلين أيضًا بالزهد في الزواج، والتعذر عن قبول النكاح بسبب الوظائف، والتدريس، والدراسة، وهذا غلط منهن، هذا غلط، فإن المطلوب من الدراسة أن تعرف دينها، وأن تفقه دينها، وعليها أن تتزوج، وتعف نفسها، وتعف غيرها، وإذا استمرت الدراسة؛ فلا بأس، أو التدريس، وإن لم يتيسر ذلك؛ فلا بأس. 

ولا ينبغي أن تؤجل الزواج إلى بعد الجامعة، أو إلى وقت غير محدود؛ لأنها في حاجة إلى الوظيفة، في حاجة إلى كذا، في حاجة إلى كذا، ينبغي لأهلها أن يتعاونوا معها على التزويج، وربما يكون الزوج موافقًا على بقائها في الدراسة، أو في التدريس؛ فتحصل مصلحتان: الزواج والدراسة، الزواج والتدريس. 

فإذا لم يتيسر ذلك، وأبى الزوج إلا أن تترك الدراسة، أو التدريس؛ فلا مانع إذا كانت قد درست -بحمد الله- المتوسط، أو المتوسط الثانوي، فقد حصلت خيرًا كثيرًا، وعرفت دينها، فتتزوج. 

ثم بعد هذا تشتغل بالمطالعة في كتب مفيدة، والسؤال عما أشكل عليها، أو يسمح زوجها بعد هذا بالدراسة التكميلية في الجامعة، كل هذا ممكن. 

أما ترك الزواج، والاعتذار بالوظائف، والاعتذار بالتدريس، والاعتذار بالدراسة حتى يمضي عليها السنوات الكثيرة، وربما ذهب شبابها وهي على هذه الحال، هذا أمر فيه خطر كبير.

فتاوى ذات صلة