الحدود كفارة للذنوب

السؤال:

هل إقامة الحدود تكفر الذنوب مثل: القتل والرجم، والجلد وهكذا؟

الجواب:

نعم ثبت عنه ﷺ أنه لما ذكر المعاصي قال: ومن أدركه الله بالدنيا كان كفارة له إذا كان جلد، ولم يعد إلى الزنا؛ صار كفارة له، وإذا زنا، ورجم؛ لأنه محصن، قد تزوج فرجم؛ صار توبة له، والله يمحو به السيئة عنه، فلا يؤخذ بها يوم القيامة، ولا يجمع الله عليه عذابين، عذاب في الدنيا، وعذاب في الآخرة، لكن الزاني الذي جلد، وقام عليه الحد، ثم عاد إلى الزنا يؤخذ بالثاني، لا بالأول، وهكذا كلما عاد عليه ذنب الإعادة، أما الذنب الأول الذي تاب منه، أو أقيم عليه الحد منه هذا لا يؤخذ به.

لكن إذا عاد بعد التوبة إلى زنا ثانٍ، أخذ بالثاني، وإذا تاب من الثاني، ثم عاد إلى الثالث؛ أخذ بالثالث، وهكذا الرابع، وهكذا الخامس، كل ذنب يتوب منه؛ لا يؤخذ به، لكن إذا عاد إلى شيء آخر من جديد؛ أخذ بالجديد حتى يتوب، ولا يسمى ناقضًا للأول للتوبة لا، إذا كانت التوبة صادقة، مشتملة على الشروط، ثم وقع في المعصية بعد ذلك، وهو قد تاب توبة صادقة، وفي نيته العزم ألا يعود، ولكن بُلي بالشيطان، وعاد -والعياذ بالله- فهذا يؤخذ بالذنب الأخير؛ حتى يتوب إلى الله منه، وهكذا كلما عاد بعد توبة صادقة؛ أخذ بالأخير، لا بما مضى، نسأل الله السلامة.

فتاوى ذات صلة