على ماذا يُحْمَل ذمُّ الدخول على السلاطين؟

السؤال:

كلام السلف في ذم الدخول على السلاطين على ماذا يُحْمَل؟

الجواب:

على الذي يمدحهم ويوافقهم على باطلهم، مثل ما قال ﷺ: سيكون بعدي عليكم أمراء ظلمة فمن صدّقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس مني ولست منه، ومن لم يصدّقهم بكذبهم ولم يُعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه.

فإذا دخل عليهم بالتوجيه والإرشاد وتخفيف الشر؛ هذا هو المطلوب، أما إذا دخل عليهم ليعينهم على الظلم ويصدقهم بالكذب فهذا هو المذموم، نسأل الله العافية.
كذلك في حديث "لا يُبلغني أحد عن أحد شيئًا" فهذا الحديث ضعيف فيه جهالة، وهو لو صح محمول على الشيء الذي ما يضر المسلمين، أما شيء يضر المسلمين فالواجب تبليغ ولي الأمر حتى يحتاط المسلمين، والحديث وإن كان ضعيفًا لما فيه من الجهالة، لكن يلاحظ معناه، المعنى الصحيح؛ فالمسلمون يبلّغون ولي الأمر الشيء الذي فيه مصلحة ولا يبلغونه الشيء الذي يضر ولا ينفع.

ولهذا لما سمع زيد بن أرقم عبدالله بن أُبي يتكلم في بعض الأسفار: ليخرجن الأعز منها الأذل؛ بَلّغ النبي ﷺ ولم يُنكر عليه النبي ﷺ، بل أنزل الله تصديقه في القرآن.

فتاوى ذات صلة