هل يخرجُ الموحّدُ تاركُ الصلاة من النار؟

السؤال:

نجد كثيرًا من الناس يتركون الصلاة، ومع ذلك يقولون: لا إله إلا الله، ورجّح جماعة من العلماء بأن من ترك الصلاة تهاونًا وكسلًا؟

الجواب:

يعني يقولون: "لا إله إلا الله" وليس عندهم ما يكفّر فلا مانع، يقولون: "لا إله إلا الله" وليس معهم ما يكفّرهم، هذا المعنى يعني معهم معاصٍ، لكن ما معهم ما يكفّرهم، أما من قال: "لا إله إلا الله" وهو يسبُّ محمدًا، ينفعه؟ لو قال: "لا إله إلا الله" كل يوم مائة مرة لكن يقول: محمد كذاب، وأيش يصير؟ مخلد في النار وإلا ما هو مخلد؟ مخلد. هذا المعنى. أو يقول إن الصلاة ما هي بواجبة على الناس، يُبيَّن له الأدلة ويقول: لا ما هي واجبة، والصيام ما هو واجب، والحج ما هو واجب، والزكاة ما هي واجبة، يُخلّد وإلا ما يخلد؟ ولو قال: "لا إله إلا الله"، أو يسب الدين أو يستهزئ بالإسلام. 

فالحاصل: أن من يقول: "لا إله إلا الله" ويخرج من النار: هذا ممن يقولها وليس معه ناقض من نواقض الإسلام، أما من كان عنده ناقض فهو مرتد، والمرتد شَر ٌّمن الكافر الأصلي مخلّد في النار.
س: لكن البحث في الذي يتركها وهو لا يقول: ليست واجبة هذا هو محل البحث؟
الشيخ: هذا شيء آخر، الصواب أنه كافر؛ لكن هو مثل غيره، إذا قلنا إنه كافر صار مثل من استهزأ بالدين أو كذب محمدًا ﷺ، المعنى: صار معه ناقض من نواقض الإسلام، أرأيت لو كان إنسانًا يصوم النهار ويقوم الليل ولا يزني ولا يسرق ولكنه أخذ المصحف وبال عليه احتقارًا له أو جلس عليه، وأيش يصير؟ ما في خلاف بين أهل العلم أنه كافر مرتد، نسأل الله العافية، ولو أنه يصوم النهار، ويقوم الليل، ويشهد ألا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله. 

فلا بدّ في الإسلام من عدم النواقض، يكون معه الإسلام ولكن ليس معه ناقض من نواقض الإسلام، ليس معه شيء من أسباب الردة، بنو حنيفة يصلون ويصومون ويشهدون أن محمدًا رسول الله وغيرها من أعمال الدين، ومع هذا من أكفر الناس، قاتلهم الصحابة لماذا؟ لأنهم شهدوا بنبوة مسيلمة، وصار معهم ناقض من نواقض الإسلام؛ لأنه لا نبي بعد محمد ﷺ، محمد خاتم الأنبياء، وهكذا أصحاب طليحة الأسدي، وهكذا أصحاب الأسود العنسي في اليمن، الدرب واحد، القاعدة أنه ما لم يكن معه ناقض.

فتاوى ذات صلة