حكم استعمال المعاريض للمصلحة الخاصة

السؤال:

المعاريض هذه قد يقع من بعض الناس لمصالحه الخاصة؟

الجواب:

المعاريض فيها مندوحة عن الكذب، وهي أن يأتي بكلمة تسد الباب ولا يحصل بها الكذب، ولكن قد يُفهم منها غير المطلوب؛ لأنه لا يريد أن يكذب، يتحرّج أن يكذب؛ فيأتي بكلمة لا تعتبر كذبًا ويعتبر بها قد تخلص إذا كان ليس بظالم، إذا كان ليس بظالم بل مظلوم، أو أنه لا ظالم ولا مظلوم، هذا لا بأس.

أما إن كان ظالمًا ما ينفعه التأويل، مثل ما قال النبي ﷺ: اليمين على نية المستحلف، وفي اللفظ الآخر: يمينك على ما يصدقك عليه صاحبك رواه مسلم، فإذا كان ظالماً لا ينفعه التأويل، بل هو مؤاخذ، فلو قال مثلًا يدّعي عليه إنسان يقول إنك عندك لي ألف ريال أو مائة ريال أو أكثر أو أقل ثمن كذا أو ثمن كذا أو قرض ثم حلف وتأوّل في حلفه قال: والله ما عندي لك شيء، يعني شيء أكثر من هذا، يعني تأويل شيء أكثر من هذا، أو ما عندي شيء صفته كذا وصفته كذا، يتأول، ما ينفع التأويل، تسمى يمينه غموسًا؛ لأنه ظالم في هذا التأويل، ما ينفعه التأويل.

لكن واحد جاءك يقول مثلًا: عندك فلان تخاف أنه يضره تخاف أنه يفعل به ما يؤذيه، تقول: والله ما هو عندي، تنوي ما هو عندك في المكان الذي أنت واقف فيه، وإن كان عندك في حجرة في الداخل، لكن ما هو عندك في المكان هذا أو في المجلس، وهو يحادثك في المجلس، وهو في الغرفة الأخرى، تقول: والله ما هو عندي، يعني في هذا المجلس، فهذا ينفع؛ لأنك لست بظالم، تدافع عن أخيك، أو لأسباب أخرى أو ما أشبه ذلك، يدّعي عليك أشياء باطلة فتحلف وتتأول تأويلًا نافعًا ليس بكذب؛ لدفع هذا المبطل.
 

فتاوى ذات صلة