من ضلالات الصوفية

السؤال:

يوجد في بعض البلدان أناس يعفكون حول القبور عددًا من السنين، ثم بعد ذلك يزعمون أن المقبور قد أذن لهم أن يخرجوا يدعوا الناس إلى عبادة الله، ومع ذلك لهم عادات أن يتركوا الناس يطعنون أنفسهم بالخناجر، زاعمين أن ذلك كرامات لهم، ويدعون أنهم أولياء لله، فما رأي سماحتكم في مثل هؤلاء؟ 

الجواب:

هؤلاء يسمون الصوفية، لهم طرق كثيرة، ولهم أنواع من الشعوذة، وربما عكفوا على القبور، فاستغاثوا بأهلها، ونذروا لهم، وذبحوا لهم، واعتقدوا فيهم أنهم يتصرفون في الكون، وأنهم يخرجون من قبورهم، وأنهم يشافهونهم في الكلام، ويعلمونهم أشياء، فهذا من عمل الصوفية الجهلة الذين هم من أقل الناس حظًا من العلم، ومن أبعدهم عن العلم، نسأل الله العافية.

فلا يجوز طاعة هؤلاء، ولا العمل برأي هؤلاء، وكونهم يطعنون أنفسهم بالخناجر، أو بالسكاكين هذا من جهلهم، وضلالهم، فإن طعن النفس بالسكين هذا منكر، لا يجوز، قتل النفس لا يحل للإنسان أن يقتل النفس، لا بالسكين، ولا بغيرها، ومن قتل نفسه؛ فالنار أولى به، نسأل الله العافية.

قال النبي ﷺ: من قتل نفسه بشيء؛ عذب به يوم القيامة والله يقول: وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا [النساء:29] فقتل النفس من أكبر المنكرات، وهؤلاء الصوفية التي لها نشاط في مصر، والشام، والعراق، واليمن، وبلاد كثيرة، هؤلاء من الجهلة، جهال بأمر الله، جهال بدين الله، استهوتهم الشياطين، وزينت لهم سوء أعمالهم، وظنوا أنهم بعكوفهم عند القبور، أو بجلوسهم في بيوتهم، أو في حلقاتهم السرية أنهم بهذا صاروا أولياء لله -ولو ما صلوا ولا صاموا ولا عبدوا الله- هذا من جهلهم، وضلالهم، ويفتنون الناس، ويقولون لهم: إنكم إذا فعلتم كذا؛ صار كذا، وصار كذا؛ وصار كذا، وربما مكث بعضهم الليالي الكثيرة لا يصلي، ولا يصوم، ولا يتطهر، نسأل الله العافية.

فهؤلاء جهلة، ضلال، وبعضهم كافر مشرك بالله، بعضهم لا يعبد إلا الشياطين، ويعبد أهل القبور، ولا يبالي بشرع الله، وما أمر الله به، ويقول: أنا ما أتبع الرسول، أنا أتلقى الدين عن ربي نفسه، يقول: حدثني قلبي عن ربي، ولا يلتفت إلى القرآن، ولا إلى السنة، ولا إلى الرسول ﷺ فهؤلاء من أكفر الناس، وأشرهم، نسأل الله العافية. 

فتاوى ذات صلة