ما الطريق الصحيح لإقامة شرع الله في الأرض؟

السؤال:

ابتلي المسلمون في كثير من بلاد المسلمين بتحكيم القوانين الوضعية، وترك الشريعة الإسلامية من قبل حكامهم، ومحكوميهم، وظهر الفساد الكثير من شرك، وكفر، وفسوق، ومنكرات، والشباب المسلم في بلادهم في حيرة من أمره، فيرى بعضهم أن الأمر يحتاج إلى إصلاح الرأس؛ حتى يصلح الجسد، والبعض يرى أن الأمر يبدأ بإصلاح الفرد؛ حتى يصلح المجتمع، وتكون القيادة بعد ذلك صالحة، فما هي نصيحة سماحتكم لهؤلاء، وهؤلاء؟ وما هو الطريق الصحيح الذي ينبغي أن يحرص عليه كل مسلم؛ لتحقيق شرع الله في الأرض، وإزالة هذه المنكرات، والفساد الكثير؟

الجواب:

النصيحة مثل ما سمعت، النصيحة أن على المجتمع أن يتقي الله، وأن يجاهد نفسه؛ حتى يستقيم على أمر الله، ويتعاون مع إخوانه على البر، والتقوى، ويعين الدولة فيما هو صالح، وموافق للشرع، وأن يخالفها فيما يخالف الشرع، ويعصها فيما يخالف الشرع حسب الطاقة والإمكان، ومتى استقاموا في أنفسهم، وتعاونوا على الخير؛ خضعت الدولة لذلك، ورجعت إلى الصواب، وخافت منهم، وكذلك إذا تعاونوا على البر، والتقوى، وصاروا أكثرية، وصار لهم قوية أمكنهم أن يخضعوا الدولة إلى الحق، أو يعزلوها؛ لأنهم عندهم قوة لا عند غيرهم.

أما ما دامت الدولة أقوى منهم؛ فعليهم أن يجتهدوا في طاعة الله، ويسألوا الله لها الهداية، وأن يعينوها على الخير، وأن ينصحوها كثيرًا؛ حتى تخضع للحق، وحتى توافق على الحق، هذا هو الطريق السوي.

أما القيام بالسلاح من أجل الطاعة، فإن هذا يزيد الفساد فسادًا، ويزيد الشر شرًا، ولا يحصل به نفع للمسلمين، ولكن الطريقة السليمة أن تجتهد أنت يا عبدالله، وإخوانك الطيبون في طاعة الله، ورسوله، وفي إقامة أمر الله، وفي نصيحة الناس، وتوجيههم إلى الخير؛ حتى يستقيم الناس على الخير، فإذا توجه الناس إلى الخير؛ خضع الرؤساء للخير، ومالوا للخير، وحكموا بالشريعة، واستقاموا، أو كثر المسلمون، فانتزعوا .. منهم، وأعانهم الله عليهم، فإن لم تقوَ على هذا، ولم يتيسر لك هذا، فالتمس أرضًا أخرى أفضل، وانتقل إلى أرض أخرى، وهاجر إلى أرض أخرى؛ تجد فيها السعة، والخير مهما قدرت.

فتاوى ذات صلة