أهلية المفتي

السؤال:

أرجو إفادتي، سمعت أنه لا يجوز لأحد أن يفتي إلا إذا حفظ أربعمائة ألف حديث مع القرآن، فما حكم الشخص الذي أفتى بمسألة يعرفها، وتأكد منها، أو لم يتأكد ؟

الجواب:

القول بأن المفتي لا بد يحفظ كذا، ويحفظ كذا، ليس عليه دليل، وإنما قاله بعض أهل العلم عن اجتهاد منهم -رحمة الله عليهم-. 

والصواب: أنه لا يتعين في المفتي أن يكون يحفظ كذا مائة ألف، أو أربعمائة ألف، أو أقل، أو أكثر، أو أنه يحفظ القرآن، كل هذا ليس بشرط، وإنما الشرط أن تكون لديه معلومات كافية لاستنباط الأحكام، ومعرفة الصواب، وإن كان بالمطالعة، والقوة، وإن كان لا يحفظ القرآن كله، أو لا يحفظ إلا القليل من الحديث، لكن ما دامت عنده القدرة على البحث، والمراجعة، والاستفادة، والمطالعة؛ فهو أهل لأن يفتي بعد العناية، وبعد المراجعة للقرآن الكريم، وكلام أهل العلم فيما يتعلق بتفسير القرآن، ثم ما يتعلق بالسنة.

فالحاصل: أنه ليس هناك شرط في أن يكون المفتي يحفظ كذا من الأحاديث، أو أنه يحفظ القرآن، ليس هذا بشرط على الصواب، وإنما الشرط أن يكون أهلًا للفتوى، إما بحفظه للأدلة، وإما بما أعطاه الله من القوة التي يستطيع بها المراجعة للكتاب، والسنة، ومعرفة الحق بالدليل.

فتاوى ذات صلة