مكان القلب في جسم الإنسان

السؤال: 

نرجو توضيح القلب الذي أشار إليه فضيلة الشيخ، ومكانه، هل هو القلب المخصوص الذي يضخ الدم، أم هو غيره؟، والله يحفظكم.

الجواب:

الأول نشكر له شعوره الطيب، ونسأل الله أن يحفظنا، وإخواننا جميعًا من كل سوء، وأن يمن علينا، وعلى جميع إخواننا بالسلامة من كل بلاء، ومن كل..  ونقول لأخينا: أحبك الله الذي أحببتنا له، ونسأله أن يجعلنا جميعًا من المتحابين في الله، الذين جاؤوا في الحديث الصحيح، يقول النبي ﷺ: يقول الله يوم القيامة: أين المتحابون بجلالي؟ اليوم أظلهم في ظلي يوم لا ظل إلا ظلي.

ويقول -عليه الصلاة والسلام-: سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله: إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله، ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله، اجتمعا على ذلك، وتفرقا عليه، ورجل دعته امرأة ذات منصب، وجمال، فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة، فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خاليًا؛ ففاضت عيناه نسأل الله -جل وعلا- أن يجعلنا، وإياكم من هؤلاء السبعة ..

أما القلب فهو معروف في الصدر، في الجهة اليسرى، وهو معنى القلب المعرف مضغة، كما قال مضغة، لحمة كالشيء الممضوغ، لها شأن عظيم في الإنسان، عليها مدار صلاحه، وفساده، جعلها الله -جل وعلا- في محور الإنسان، ومدار حياته، وصحته، وسلامته، ومتى صلح القلب من جهة الدين؛ صلح الإنسان من جهة الدين، ومتى فسد من جهة الطبيعة؛ فسد الإنسان أيضًا، وربما انتهى إلى الموت بما يصيب هذا القلب من السكتات التي تسكن الحركات، وينتهي به إلى الموت.

فالقلب له شأن عظيم من جهة حياة الإنسان الحسية، وحياته المعنوية الحقيقية، فمتى صلح من جهة الدين؛ فهي الحياة السعيدة، وهي الحياة المعنوية الكاملة، ومتى صح من جهة البدن، ومن جهة عدم الآفات؛ صح البدن أيضًا؛ لأنه تبع له.

المقصود: أن القلب هو المعروف الذي نعرفه جميعًا، فينبغي للمؤمن أن يسعى كثيرًا، ويجتهد كثيرًا في صلاحه بطاعة الله، وخشية الله، والإخلاص لله، ومراقبة الله، وتعظيم حرمات الله، والبعد عن محارم الله

فتاوى ذات صلة