حكم زيارة المرأة لقبر النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال:

قرأت لكم النهي عن زيارة المرأة لقبر النبي ﷺ لاعتبار عموم النهي، وقرأت في الروض المربع في كتاب الجنائز ما نصه: إلا للنساء فتكره لهن زيارتها، يعني القبور غير قبره ﷺ نرجو تعليق سماحتكم، والدعاء لنا..؟

الجواب:

هذا الاستثناء لا وجه له، قول بعض الحنابلة، وغيرهم إلا قبر النبي ﷺ وقبر صاحبيه، فإن النساء يزرنه هذا لا أصل له، الرسول ﷺ عمم لعن زائرات القبور مطلقًا، فلا يزرن قبر النبي، ولا غير قبر النبي، ولكن يصلين على النبي ﷺ في كل مكان.

النبي قال: لا تجعلوا قبري عيدًا، وصلوا علي، فإن صلاتكم تبلغني حيث كنتم فيصلين عليه ﷺ في بيوتهن، وفي الطريق، وفي مسجده ﷺ وفي كل مكان، ولا حاجة إلى زيارة القبر، ولا القبور الأخرى، يدعى للأموات، ويترحم عليهم من النساء، ولا حاجة إلى الزيارة.

أما الرجل فيزور، ويدعو، ويصلي على النبي في كل مكان -عليه الصلاة والسلام- يصلي عليه في بيته، وفي الطريق، وفي المسجد، وفي السفر، وفي الإقامة، وفي الطائرة، وفي السيارة، وفي القطار، وفي كل مكان، يكثر من الصلاة عليه ﷺ: إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا [الأحزاب:56] هذا يعم الرجال، والنساء جميعًا في كل مكان. 

وقال -عليه الصلاة والسلام-: من صل علي واحدة؛ صلى الله عليه بها عشرًا فأنت تكثر الصلاة على النبي ﷺ في كل مكان، وهكذا النساء يكثرن من الصلاة والسلام على الرسول ﷺ في كل مكان، كما يكثر الجميع من ذكر الله، يقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر في كل مكان، هكذا الصلاة على النبي ﷺ. 

هذه أعمال صالحة يقولها المؤمن، ويأتي بها في مسجده، في طريقه، في بيته، في الطائرة، في الجو، في السيارة، في القطار، في الباخرة، في كل مكان، له عمله، وأجر عظيم في ذلك لتسبيحه، وتهليله، وتحميده، وتكبيره، واستغفاره، وصلاته، وسلامه على رسوله -عليه الصلاة والسلام-.

فتاوى ذات صلة