سبل الوقاية من وساوس الشيطان وشبهاته

السؤال:

هل الشيطان يؤثر على القلب بما يلقي من شبهات، وشكوك، وظنون؟ وكيف مقاومة ما يلقي؟

الجواب:

لا شك أن الشيطان له تأثير عظيم في القلوب، والأعمال، فالشيطان يلقي الشبهات، ويلقي الأوهام، والوساوس في القلوب، ويقاوم بالعلم النافع، وذكر الله والتعوذ بالله من الشيطان، فإن الشيطان لا شك أنه عدونا، كما قال -جل وعلا-: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6]. 

ومن هذا قوله -جل وعلا-: وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ۝ لِيَجْعَلَ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ فِتْنَةً لِلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ [الحج:52، 53]. 

فهذا يبين لنا أن الشيطان يلقي الشبهات، ويلقي أشياء من الوساوس تكون فتنة لأمراض القلوب والقاسية قلوبهم لعدم بصيرتهم وعدم علمهم، أما أرباب البصائر فإن ما عندهم من العلم، والنور يحرق تلك الشبهات، ويقضي على تلك الوساوس، ويزيلها بالكلية لما عند صاحبها -عند صاحب القلب الطيب النير- من الهدى، والبصيرة. 

لكن القاسية قلوبهم، والمرضى قلوبهم قد يشتبه عليهم ما يلقيه الشيطان، وقد يبقى عندهم في قلوبهم من ذلك الوساوس، وعقد، وقد يضرهم، وقد يضلهم عن الهدى، وقد يقودهم إلى أسباب الهلاك لمرض قلوبهم، وقسوة قلوبهم، وقلة علمهم، فالطريق في ذلك أن يضرعوا إلى الله، وأن يسألوه العافية، ويتعوذوا بالله من الشيطان، وأن يكثروا من ذكر الله ومن طاعته سبحانه، والبعد عن معاصيه، فهذا هو العلاج لما يلقيه الشيطان من الوساوس، والشرور. 

فتاوى ذات صلة