الفرق بين مستحل الزنا ومرتكب الزنا

السؤال:

ورد في محاضرة فضيلتكم أن مستحل الزنا يعتبر كافرًا، قد يفهم بعض الحاضرين أن مرتكب الزنا كافر، فيذهب من هنا يكفر العاميين، إذا يُرى من فضيلتكم التوضيح؟ 

الجواب:

أنا بينت أن مستحل الزنا غير فاعل الزنا، فالاستحلال معناه: أن يقول: الزنا مباح، حلال، من شاء فعله، وليس بحرام، ما حرمه الله، أو يقول: ولو حرمه الله حلال، ولو حرمه الله لا يبالي بتحريمه، هذا هو الكافر.

أما من يفعله، يزني ولكنه يعلم أنه عاصٍ، وأنه حرام، ولكن زنى، غلبه الهوى، والنفس الأمارة بالسوء، والشيطان حتى وقع في الزنا، هذا إن تاب؛ تاب الله عليه، وإن مات على الزنا، ولم يتب؛ فهذا تحت مشيئة الله، إن شاء ربنا غفر له، وإن شاء عذبه على قدر معصيته في النار، ثم بعدما يعذب لا يخلد، بل يخرجه الله من النار إلى الجنة، بتوحيده، وإسلامه، وهكذا من مات على اللواط، أو الخمر، أو العقوق لوالديهـ أو قطيعة الرحم، أو الربا، أو ما أشبه ذلك من المعاصي، فهذا تحت مشيئة الله -كما سبق-.

فرق بينهما، فالمستحل هو الذي يقول: إن هذه المعصية حلال، الربا حلال، الزنا حلال، هذا يكون كافرًا، وأما الذي يفعله، ولا يستحله، يزني، ولكن يعلم أنه عاصٍ، أو فعل الربا، ويعلم أنه محرم، ولكن فعله طاعة للهوى، وحبًا للمال، فهذا عاصٍ، وليس بكافر.

وكذلك من عق والديه، ضرب أمه، أو ضرب أباه، أو سبهما وهو يعلم أنه عاصٍ، ولكن غلبه هواه، ونفسه الأمارة بالسوء، فهذا يكون عاصيًا، أما لو قال: إنه حلال أني أضرب أمي، حلال أني أضرب أمي، يكون كافرًا، لعله واضح هذا.

فتاوى ذات صلة