ما الجمع بين حديث «أول ثلاثة..» وعدم رؤية الكفار ربهم؟

السؤال:

يؤتى بثلاثة يوم القيامة.. يقول: يا رب قاتلت في سبيلك... فكيف، والكفار ما يرون ربهم يوم القيامة؟ 

الجواب:

الرب يكلم، يقول النبي ﷺ: ما منكم من أحد إلا سيكلمه ربه، ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر عن يمينه؛ فلا يرى إلا ما قدم، وينظر عن شماله؛ فلا يرى إلا ما قدم، وينظر تلقاء وجهه؛ فلا يرى إلا النار، فاتقوا النار ولو بشق تمرة ما يلزم من الكلام الرؤية، الرؤية شيء، والكلام شيء، فهو يكلم جميع الخلق، ولكنه لا يراه إلا المؤمنون.

ثلاثة يؤتى بهم يوم القيامة: مجاهد، وقارئ، ومتصدق، فيقال العالم: فيم تعلمت العلم، وقرأت القرآن؟ قال: قرأت فيك القرآن، وتعلمت فيك العلم، فيقول الله له: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ولكنك تعلمت ليقال: عالم، وقرأت ليقال: قارئ، ما تعلم لله، ولا قرأ لله، فيؤمر به، فيسحب إلى النار على وجهه -نسأل الله العافية-. 

ويؤتى بالمجاهد فيقال له: فيم جاهدت؟ قال: أمرت بالجهاد، وجاهدت في سبيلك، قال: كذبت، تقول له الملائكة: كذبت، ولكنك جاهدت ليقال: هو جريء، يعني هو شجاع، فيؤمر به، فيسحب إلى النار على وجهه -نسأل الله العافية-. 

ويؤتى بالمتصدق الذي تصدق بماله، فيقال له: فيم تصدقت؟ قال: أمرت بالصدقة في سبيلك، فما تركت من سبيل تحب أن ينفق فيه إلا أنفقت فيه، قال: كذبت، وتقول الملائكة: كذبت، ولكنك تصدقت ليقال: هو جواد، يعني يقال: إنه سخي، ما هو لله، بل لمراءات الناس، حتى يمدحوه، ويثنوا عليه، فيؤمر به إلى النار -نسأل الله العافية-.

هذا معناه الحذر من الرياء، والعمل لغير الله، أنت تقرأ قوله تعالى: فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ ۝ الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ ۝ الَّذِينَ هُمْ يُرَاءُونَ ۝ وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ [الماعون:4-7] قال: ويل لهم، فالويل معناه الإشارة إلى شدة العذاب -نعوذ بالله-. 

فتاوى ذات صلة