ما الواجب تجاه الأخ الذي لا يصلي؟

السؤال:
فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فإني أحبكم في الله تعالى كثيرًا، وأرجو من الله تعالى أن يجعلنا وإياكم من المتحابين فيه تعالى آمين.
وبعد: فإن لي أخ من أم وأب وهو لا يصلي في المسجد، وليس يسكن معي، وهو يريد الزواج وطلبت مني أمي أن أذهب معه من أجل أن أخطب له فرفضت ذلك قائلا: لا؛ لأنه لا يصلي، ولكن عندما يصلي ويشهد له إمام المسجد في منزله عند ذلك أذهب معه وأخطب له، ولكن يا شيخ الآن أمي لا تكلمني وجميع إخواني وأخواتي لا يكلموني وقاطعوني، والحمد لله على كل حال؟

الجواب:
أما الحب في الله، نقول: أحبك الله الذي أحببتنا له، كما تقدم أن الحب في الله من أفضل القربات.
وأما ما ذكرت عن أخيك: فالواجب عليك وعلى إخوانك  جميعًا أن تنصحوه، وأن تتصلوا به جميعًا، لا وحدك؛ بل يكون معك غيرك لعله يؤثر عليه ذلك، ولعله يستجيب لداعي الحق؛ لأنك إذا كنت وحدك قد لا يبالي، ولاسيما إذا كان أكبر منك، فالمقصود أنه ينبغي أن تتابع النصيحة وأن يكون معك غيرك من إخوانك الطيبين أو من جيرانك؛ لعله يقبل منكم فيصلي ويحافظ على الصلاة في الجماعة، ثم تنفذ رغبة أمك وإخوانك في مساعدته والذهاب معه إلى الجهة التي يخطب منها بعدما يهديه الله لهذا الأمر ويقبله  منكم ويصلي.
أما إذا أصرّ على عدم الصلاة فلا تذهب معه، بل اهجره حتى يتوب إلى الله وحتى يرجع إلى الصواب والحق، ولو غضبت أمك ولو غضب إخوانك؛ لأن الذي لا يصلي كافر في أصح قولي العلماء، مَن ترك الصلاة وتعمد تركها كفر كما قال النبي ﷺ في الحديث الصحيح: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر وقال عليه الصلاة والسلام: بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة في أحاديث أخرى كثيرة تدل على ذلك.
أما تركه الصلاة بالجماعة فهذا أسهل قد يكون له شبهة لأن بعض العلماء لا يرون وجوب الجماعة فلا بأس، فينبغي لك أن تتصل به مع إخوانك وأن تجتهد في صلاته بالجماعة إذا كان يصلي ولكن لا يصلي في الجماعة، هذا أسهل؛ فعليك أن تتصل به مع إخوانك ومع  غيرهم من جيرانك ومن يساعدك في هذا؛ لعل الله يهديه بأسباب ذلك؛ حتى تجمع بين المصالح كلها بين رضا أمك وإخوانك وبين هداية الله له على يديك وعلى يد إخوانك الذين يصحبونك في دعوته إلى الله ، رزق الله الجميع التوفيق والهداية.
فتاوى ذات صلة