تزيين الشيطان الباطل للعبد

السؤال:

هل من الممكن أن يتدخل الشيطان في نتيجة الاستخارة على الرغم من أن نتيجة الاستخارة جاءت لي في صورة منام، يوصي لي بعدم حرمة العمل بالبنوك الربوية؟ ما هو حكم العمل في البنوك غير الإسلامية؟ 

الجواب:

نعم نعم، قد يدخل الشيطان بينك وبين نفسك، ويؤذيك، ويزين لك أنك لا تلتفت إلى الاستخارة، ولا تلتفت إلى النصوص، ولا إلى ما يقول العلماء، ويقول لك العلماء: أخطأوا، وأنت في هذه الاستخارة مخطئ، حتى يزين لك الباطل، فلا تلتفت إليه، متى عرفت الحق، فخذ بالحق، والزم الحق. 

فإذا خاطبت امرأة، وعرفت أنها طيبة، واستخرت الله، وانشرح صدرك؛ لأنها معروفة بالدين والاستقامة، أو معروفة أيضًا بما يرغبك فيها من مسائل أخرى، من جمال، وغيره، فاستعن بالله، وبادر بالزواج، ولا تطع الشيطان في وسوسته، وقوله: إنها سوف تفعل كذا، وتفعل كذا، أو سوف تخذلك عن معاصيك، أو سوف تفعل لك كذا، لا تطع الشيطان، فإن الشيطان هو عدو مبين، والله يقول سبحانه: إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ [فاطر:6].

فإذا وجدت في نفسك وسوسة ضد ما عرفت أنه حق،، فاعرف أنه من الشيطان، فإذا جاءك من طريق الزواج بامرأة صالحة يقول لك: دعها، فاعلم أن هذا من الشيطان، وإذا جاءك من جهة البنوك، ويقول لك: اعمل بالبنوك، واعمل بالربا، فاعرف أنه من الشيطان، وإذا جاءك من جهة صحبة الأخيار يقول: لا تصاحبهم، هؤلاء متشددون، هؤلاء كذا وكذا، فهذا من شياطين الجن، وإن كان من الإنس؛ فهو من شياطين الإنس.

وهكذا كلما جاءك إنسان، أو وسوسة في قلبك من جهة أمر تعرف أنه خير، وتعرف أنه حق بالأدلة، ثم يأتيك من يوسوس ويقول لك: دعه، فإن كان من الإنس فهو من شياطين الإنس، وإن كان في صدرك؛ فهو من شياطين الجن، فلا تطعه، بل اصرفه، وخالفه، واعمل بما عرفت أنه حق، وأنه طيب وأنه نافع لك، ولو جاءك شياطين الإنس، أو شياطين الجن يقولون لك: دع ذلك. 

فتاوى ذات صلة