ما معنى «مائلات مُميلات» في الحديث؟

السؤال:

ما المقصود بقول الرسول ﷺ في الحديث: المائلات المُميلات؟

الجواب:

يقول النبيُّ ﷺ: صنفان من أهل النار لم أرهما: رجال بأيديهم سياطٌ كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات، مائلات مُميلات، رؤوسهن كأسنمة البُخت المائلة، لا يدخلن الجنةَ، ولا يجدن ريحها الحديث، رواه مسلم في "الصحيح".

معنى كاسيات عاريات عند أهل العلم يعني: كاسية كسوة ما تستر، رقيقة، أو قصيرة، فهن كاسيات في الاسم، عاريات في الحقيقة.

وقال بعضُ أهل العلم: معنى كاسيات يعني: من نِعَم الله، عاريات من شكرها.

ولا شكَّ أنَّ لبس القصير والرقيق من المعصية، فالواجب على المرأة التستر والحجاب عن الرجال، وعدم إظهار شيء من زينتها؛ لقوله سبحانه: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53]، وقوله سبحانه: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ الآية [الأحزاب:59]، والجلباب: هو الثواب الواسع الذي تُلقيه المرأةُ عليها فوق ملابسها، يُسمّيه بعضُهم الآن: الشّرشف، الثوب الواسع تلحفه فوق ملابسها، وتُغطي به رأسَها ووجهها ويديها عند الحاجة إلى ذلك.

ويقول جلَّ وعلا: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ إلى أن قال: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ الآية [النور:31]، فلا تُبدي زينتها -كوجهها ونحوه- إلا لأبيها، أو أخيها، أو بعلها ونحو ذلك، والله المستعان.

ومعنى مائلات مميلات يعني: مائلات عن العفَّة وعن الطاعة إلى المعصية والزنا والفواحش، مُميلات لغيرهن يعني: يُملن غيرهن إلى الفساد والمعصية.

أما قول بعضهم: مائلات في المشية، فهذا ليس بشيءٍ، الصواب: معناه مائلات عن العفَّة وعن الاستقامة إلى الفساد والمعصية، مُميلات لغيرهن من النساء، يتأسّين بهن حتى يُملنهن عن الرشاد والعفَّة إلى المعاصي والفسوق والفجور -نسأل الله السَّلامة.

فتاوى ذات صلة