ما حكم ظاهرة «الحداثة» والمنتسبين إليها؟

السؤال:

سائل يقول: سمعنا عن فتوى لكم في «الحداثة»، فنرجو منكم أن تُقدِّموا لنا موقفكم من الحداثة، وما موقفنا من أصحاب الحداثة؟ وجزاكم الله خيرًا.

الجواب:

قرأنا عنها كتابات قبيحة شنيعة، صنَّف في ذلك أخونا عوض بن محمد القرني رسالةً جمع فيها جماعات منهم، ونقل شيئًا من كلامهم، والصحف التي ذكرت ذلك، وعلى ما ظهر لي من حالهم حسب ما قرأتُ من كلماتهم: أنهم ملاحدة، يدعون إلى الفساد، ويدعون إلى نبذ الشريعة، ويتوصلون إلى هذا بعبارات غامضة خفيَّة لا يعقلها الناس، ومبتغاها وغايتها نبذ القديم، وعدم الخضوع للقديم، وهذا معناه ما جاء به الرسولُ ﷺ، يعني: محاربة كل قديم، وموالاة الجديد، هذا معناه أنهم يُحاربون الصلاة، ويحاربون الإسلام، ويحاربون كل شيءٍ قديم، ولهم تصريحات قبيحة قرأتها عنهم.

فمَن كان بهذه المثابة فلا شكَّ أنه يجب هجره والبراءة منه، والتحذير منه، ودعوته إلى التوبة إلى الله، أما إذا كانت لها أشياء غير هذا قليلة ما نعرفها، هذا شيء آخر.

المقصود الذي قرأته عنهم، وذكرهم أخونا الشيخ عوض في كتابه، هؤلاء شرُّهم عظيم، يجب الحذر منهم، وهم حدث يجب إزالته، سموا أنفسهم: حداثة، وهم حدث يجب أن يُزالوا، يجب أن يُقضى عليهم، مَن عُرف منهم يُستتاب، فإن تاب وإلا قُتِلَ، كيف يقول هذا الكلام؟! .....  يقول: نحارب البدع، نحارب ما حرَّمه الله، ما يُخالف، أما أن نُحارب كل قديم: فالصلاة قديمة، والحج قديم، والصيام قديم، والزكاة قديمة: وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى [المائدة:2]، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، كل هذه قديمة جاء بها الرسولُ ﷺ، نحارب هذا؟!

مَن قال: إنَّ هذا يُحارب؛ فهو كافرٌ ومرتدٌّ عند جميع العلماء، أو قال: إنَّ بعضه يُحارب، حتى لو قال: الحج وحده يُحارب، فقط الحج وحده، أو الصيام وحده؛ كفر، ما هو بجميع ما جاء به الرسولُ، لو قال: واحد من هذه يُحارب ولا يُشرع له؛ كفر ..... التوحيد والصلاة والصيام والحج والجهاد كلها تُحارب؟! يعني: ما يخضع إلا لما أحدثه هم، ما أحدثه اليهود والنَّصارى أو ..... أو الشيوعيون.

المقصود أن الحداثية حسبما علمتُ عنهم خُبثاء ملاحدة، يجب أن يُحاربوا، وأن يُستتابوا، فإن تابوا وإلا قُتلوا، إلا مَن أظهر توبته فالحمد لله.

فتاوى ذات صلة