الصبر عند المصائب

السؤال: 

سُرق مني مبلغٌ كبيرٌ من المال، وذلك منذ شهرين، ولكن حتى الآن أشعر بهم كبير، وحزن كثير في صدري، ونفسي مما أثر على صحتي، فبماذا تنصحوني -جزاكم الله خيرًا- لإزالة هذا الهم والحزن عني، وما هي الأدعية المستحبة في هذا الأمر؟ 

الجواب:

ننصحك بأن تضرع إلى الله، وتزيل من قلبك هذا التألم، وأن يخلف عليك ما ضاع عليك، فهو القائل : مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ [التغابن:11] يعني إلا بقضائه وقدره وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ [التغابن:11] قال بعض السلف: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله؛ فيرضى ويسلم.

عليك أن تستشعر أن هذه بعلم الله، وأنها بقضائه، وقدره، فتسلم لذلك، وتسأله أن يعوضك خيرًا، أو أن يرد عليك ما سرق منك، أو يعوضك خيرًا منه، والله يقول -جل وعلا-: وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ [البقرة:155] فأنت أصبت بنقص من الأموال سرقة، والله يقول: وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ ۝ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ۝ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155-157].

فإذا حصلت هذا الخير صلوات من ربك ورحمة، وهداية؛ فأبشر بالعاقبة الحميدة، والخلف من ربك، ولا يهمنك هذا الذي أخذ، هذا مضى في علم الله، وقدره أنه يؤخذ، وعليك بالصبر حتى تعوض عنه ما هو أفضل منه، وخير منه، والرجوع إلى الله، وسؤاله سبحانه من فضله  ولا تحزن فالأمر سهل. 

فتاوى ذات صلة