كيفية البراءة من الكافرين ودعوتهم إلى الله

السؤال:

في هذا العصر يوجد بين ظهرانينا كثير من الكفار من مشركين ونصارى ووثنيين، في الأسواق، وفي أعمالنا، فما هو دورنا بين دعوتهم إلى الإسلام، وضرورة تحسين معاملتهم؟ هل يقتصر الأمر على دعوتهم مرة واحدة، أم كل يوم وباستمرار، كيف نوفق بين ذلك وبين مسألة البراءة منهم؟ 

الجواب:

الدعوة إلى الله، وتعليمهم لا تمنع من بغضهم في الله، تبغضهم في الله، وتدعوهم إلى الله مثل ما تبغض ولدك العاصي، تدعوه إلى الله، وتلزمه بالحق، وأخاك العاصي تدعوه إلى الله، وتلزمه بالحق، وأخاك العاصي تبغضه في الله، وتحبه لإسلامه، وتأمره بالحق، وتزجره عن الباطل، وهذا هو الواجب على علماء المسلمين، وعلى دول المسلمين أن يعالجوا من عندهم من الكفرة، ويدعوهم إلى الله، ويعلموهم، ويرشدوهم، هذا هو الواجب عليهم: وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ [آل عمران:104] ويقول سبحانه: وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ [فصلت:33]، ويقول سبحانه: ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ [النحل:125].

والرياسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد تقوم بقسط من هذا الواجب، بإرسال الدعاة ها هنا وها هنا، ومن القيام بدعوة الجالية هنا في الرياض وفي غير الرياض بوجوه من الدعوة، ووجوه من الإرشاد، وتوزيع الكتب المفيدة، ونسأل الله أن ينفع بالأسباب، وهكذا الرابطة تقوم بقسط من ذلك، وندوة الشباب تقوم بقسط من ذلك. 

وهكذا كل من عنده غيرة من أهل العلم، وعنده بصيرة؛ يساهم في هذا الخير العظيم في بلاده، وفي غير بلاده، نسأل الله أن يوفق الجميع، ويعين الجميع على مزيد من الخير والنشاط في الخير؛ لأنهم جاؤوا عندنا الآن، فدعوتهم الآن قريبة، دعوتهم في شركاتهم، وفي أي محل يجتمعون فيه، دعوتهم الآن ممكنة بدل ما يسافر إليهم الآن في أوروبا، وفي أمريكا، وفي أمكنة كثيرة، الآن وجدوا لديه في بلاده هنا وفي أماكن أخرى.

وكذلك العلماء في مصر، وفي الشام، وفي غير ذلك عليهم واجبهم أيضًا، وعلى العلماء في هذه البلاد أكثر وأكثر؛ لأن هذه البلاد مهد الإسلام، ومنبع الإسلام، بلاد الحرمين، فهي الجزيرة التي نبع منها هذا الدين، وأقام فيها النبي وأصحابه -عليه الصلاة والسلام ورضي الله عنهم-.

فالواجب على هذه البلاد، وعلى علمائها، وعلى ولاتها من الدعوة والبيان ونصر الحق أكثر من الواجب على غيرهم، نسأل الله الهداية للجميع، والتوفيق للجميع، والإعانة على كل خير.

فتاوى ذات صلة