الحكمة من إباحة نكاح الكتابيات

السؤال:

كما هو معروف بوجوب البراء من الكفار وبغضهم، فما الحكمة في جواز النكاح من أهل الكتاب، مع أنهم ليسوا من المؤمنين الذين تجب معاداتهم، وبين الزوج والزوجة عن المعاشرة؟

الجواب:

ذكر العلماء أن وجه ذلك أنهم كانوا أهل كتاب، وأهل دين قيم، وهو دين موسى وهارون، ودين عيسى -عليهم الصلاة والسلام- وهو الإسلام، كانوا عليه، وكانوا أهل كتاب، لكن غيروا، وبدلوا؛ فكفروا بذلك، وكفروا بعدم إيمانهم بمحمد -عليه الصلاة والسلام- فلما كان عندهم أصل الكتاب التوراة، وأصل الإنجيل، وكونهم كانوا أهل دين يوالون عليه بزعمهم، ويعادون عليه بزعمهم، ويدعون إليه بزعمهم؛ شرع الله -جل وعلا- وأباح لعباده جواز نكاح المحصنات منهم، النساء المحصنات العفيفات المعروفات بالعفة والبعد عن الفساد، وتركهن أولى من نكاحهن، والاعتياض بالمسلمات خير منهن، ولكن هذا مجرد إباحة. 

فالظاهر -والله أعلم- هو هذا، وجه الإباحة: أن أصل دينهم معتبر، بخلاف الوثنيينن وبخلاف المجوس فإن دينهم أصله باطل، أما أصل دين أهل الكتاب فهو دين التوراة، ودين الإنجيل، أصله دين سماوي، لكن لما غيروا وبدلوا؛ كفروا بعملهم الخبيث، ولما بعث الله محمدًا ﷺ وكفروا به؛ كذلك صاروا كفارًا بذلك، وهكذا لما بعث الله عيسى، وأوحى إليه، وأنكره اليهود؛ كفروا بذلك أيضًا، لكن بقي أصل دينهم موجود. 

فتاوى ذات صلة