حكم أخذ أجر كبير على عمل خفيف

السؤال:

إنني استلم راتبًا قدره ستة آلاف وخمسمائة ريالًا، ولكن العمل الذي أعمله قليل جدًا، ونفسي غير مرتاحة؛ لأن الدخل اليومي حوالي مئتان ريالًا وقد لا أعمل في ذلك اليوم شيئًا، فهل أترك العمل، أم ماذا؟ وأشعر أن دعائي لا يستجاب بسبب أكل هذا الراتب بدون مقابل عمل واضح؟ 

الجواب:

إذا كنت تؤدي ما استأجرت له، ويسر الله لك عملًا ما فيه كلفة؛ فاحمد ربك على ذلك، إذا كان الله يسر لك عملًا خفيفًا، وقد طابت نفس المستعمل والمستأجر بهذا الأجر، تقول: أنا لا أريد الخفة، أريد الشدة، الحمد لله إذا استعملك بأجر يومي مئتي ريال، أو بألف ريال يومي على عمل خفيف عليك، هذا من فضل الله عليك، ما عليك فيه بأس، إذا كان ما فيه خيانة ولا شيء؛ قمت بالواجب. 

فإذا جابك حارس للباب ويعطيك كل يوم مئتين، وأنت حارس متسريح ما يضرك في هذا، ما في بأس عليك، الحمد لله، وإذا جابك سواق وأعطاك ألف ريالًا، أو ألفين ريالًا وأنت ما تسوق في اليوم إلا مرة أو ببعض الأيام، ما تسوق، فالحمد لله، المقصود ما عليك بأس يا بني إذا أديت الواجب الذي شرط عليك، ما عليك ولو كان الأجر كبيرًا، هذا من فضل الله عليك، والحمد لله. 

ولكن بقي شيء واضح وهو الذي يعمل زيادة على عمله المستأجر له، هذا الأصل فيه الحل، والإباحة، لكن قد يكون هناك أشياء تمنع من العمل، إذا كان عمله الإضافي يضر عمله الرسمي، هذا ينظر فيه، لا بد من النظر، قد تكون الدولة وظفت في هذا شيئًا أو عينت في هذا شيئًا. 

المقصود: أنه إذا كان عمله الزائد لا يضر عمله الذي استقدم لأجله ما نعلم فيه مانعًا شرعًا، أما إذا كان عمله الزائد يضر عمله الذي قدم من أجله، يعني يعمل مثلًا عملًا كثيرًا يرهقه، فإذا جاء العمل الذي استقدم من أجله قال أنا تعبان خاوي، ما يكون هذا، لابد يكون عمله الزائد ما يضر عمله الذي استقدم من أجله. 

فتاوى ذات صلة