معنى "إذا قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة"

السؤال:
ما درجة هذا الحديث: إذا قامت الساعةُ وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها؟

الجواب:
هذا صحيحٌ؛ رواه أحمد وغيره بإسنادٍ صحيحٍ.
والمعنى: التَّشجيع على العمل، وإلا فمعلومٌ عند قيام الساعة ما يتمكَّن أن يُسوي شيئًا، لكن المقصود التشجيع على العمل، وأن الإنسان ينبغي أن يعمل، وفيه حثٌّ على الزراعة والغراس، وأنه ينبغي للمؤمن أن يكون ذا عملٍ، ليس ذا بطالةٍ وكسلٍ كما يفعل بعضُ الناس، لا، ينبغي للمؤمن أن يكون ذا عملٍ، ذا نشاطٍ، ذا همَّةٍ في الزراعة، في غرس الأشجار، في أنواع المكاسب: من نجارة، من حدادة، من غراسة، من كتابة، من غير ذلك، لا يبقى مُعطلًا، بل يعمل.
وفي "الصحيح" عن النبي ﷺ أنه قال: على كل سُلامى منكم صدقة، قالوا: يا رسول الله، فإن لم يجد؟ ما عنده مال، قال: يعمل بيديه فينفع نفسه ويتصدَّق. وقال عليه الصلاة والسلام: احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجزنَّ الحديث رواه مسلم. وقال ﷺ في أول هذا الحديث: المؤمن القوي خيرٌ وأحبُّ إلى الله من المؤمن الضَّعيف، وفي كلٍّ خيرٌ، ومن قوة المؤمن وكمال دينه: العمل والجد والنَّشاط في طلب الرزق.
ومن ذلك يقول ﷺ لما سُئل: أي الكسب أطيب؟ قال: عمل الرجل بيده، وكل بيع مبرور.
ومن هذا ما رواه البخاري في "الصحيح" أنَّ النبي ﷺ قال: ما أكل أحد طعامًا أفضل من أن يأكل من عمل يده، وإنَّ داود عليه الصلاة والسلام كان يأكل من عمل يده.
فتاوى ذات صلة