ما النصيحة فيما يقع بين الزوجين من خلاف؟

السؤال:
فضيلة الشيخ، إنني ولله الحمد من النِّساء اللاتي تفضّل الله عليهنَّ بالهداية إلى طريقه المُستقيم، وكذلك أنعم عليَّ بالزواج من شابٍّ كذلك من المُهتدين ولله الحمد، ومشكلتي التي أريد عرضها عليكم يا سماحة الشيخ هي أن زوجي كثيرًا ما يغضب عليَّ لأسبابٍ تافهةٍ أحيانًا، وأحيانًا تستحق الغضب، ونتيجة لكثرة هذا الغضب منه لم أتحمل البقاء معه، وخرجتُ من بيتي، ولم أعد إليه إلى الآن، ولكني بعد خروجي من بيت زوجي أنَّبَنِي الكثير من الصَّديقات، ونصحنني بالعودة بقولهنَّ: إنَّكِ آثمةٌ، وأن الملائكة تلعنُكِ إلى أن تُرضي زوجك، وأنا الآن في حيرةٍ من أمري: هل أتنازل وأذهب إلى بيتي وأتحمّل كل المآسي أم أبقى في بيت أهلي وأنتظر ورقةَ طلاقي؟

الجواب:
الذي أنصحك به العودة ما دام الله قد هداه إلى الإسلام، وهو طيب، وأنت كذلك طيبة، فاحمدي الله على ذلك، وكل إنسانٍ عنده تقصير، وعنده غلط، وعنده غضب، ما في الدنيا زوجٌ سالمٌ ما يغضب أبدًا ولا يحصل منه شيءٌ، كلٌّ فيه نقصٌ: كل بني آدم خطَّاء.
فالواجب عليك أن ترجعي إلى بيته، وأن تُعامليه بالتي هي أحسن، وأن تكوني طيبة الأخلاق متحمّلةً لهذا الأمر، وأن تحرصي على الكلام الطيب الذي يُزيل عنه الغضب، يُخفف عنه الغضب، احرصي على الكلام الطيب، واللين في الكلام، والتماس أسباب رضاه، والحرص على ذلك، وأبشري بالخير والعاقبة الحميدة: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا [الطلاق:2]، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [الطلاق:4].
هذه نصيحتي لك: العودة والحرص على بذل الأسباب التي تُرضيه عنك وتجعله دائمًا على حالٍ حسنةٍ، وعلى بِشْرٍ، وعلى كلامٍ طيبٍ، ومتى فعلت ما تستطيعين من الخير والتَّحمل والأسلوب الحسن والكلمات الطيبة ضدّ كلامه الشديد؛ فإنَّ العاقبة تكون لك إن شاء الله، وهو يهديه الله.
فتاوى ذات صلة