ما قصة إسلام الجني عند الشيخ ابن باز؟

السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، لقد طالعتنا بعضُ الجرائد بأن جنيًّا قد أسلم على يدي سماحتكم، فأرجو توضيح هذا الخبر، وهل يسكن أو يمسّ الجنُّ الإنسان؟

الجواب:
نعم هذا الخبر صحيحٌ، وقد حكى أبو العباس ابنُ تيمية إجماعَ العلماء على إمكان دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه، وهذا واقعٌ من عهد النبي إلى يومنا هذا، وقبله كذلك، ومَن استنكر هذا أو شكَّ في هذا؛ فهو من عدم البصيرة، ومن عدم قراءة كتب العلماء، وعدم الاطلاع على ما ذكره العلماء في هذا السَّبيل.
وقد حضرت عندي امرأةٌ وأولياؤها، وجماعةٌ من أهل العلم حضروا ذلك، وكان قد عالج المرأة الأخُ في الله عبدالله بن يوسف العمري إمام مسجد العُلياء، ووجّه هذا الجني إلى الإسلام، ونصحه، ودعاه إليه، ورغَّبه في الخير، وحذَّره من الظلم، وأوصاه بالخروج من هذه المرأة، والبعد عنها، والكفّ عن أذاها، فتقبّل منه.
وطلب أولياء المرأة من الراقي أن يحضر عندي هو والمرأة لإعلان إسلامه، فحضروا جميعًا عندي: حضر جمعٌ من المسلمين، وحضر أخواها، وخالها، وأختها، وجماعةٌ من طلبة العلم، وتحدَّث هو على لسان المرأة بصوت رجلٍ لا شكَّ فيه، وتكلم عن أسباب دخوله فيها وتلبُّسه فيها، وذكر أسباب ذلك، وذكر أنه بوذيٌّ، جني من الجن، وأنه اقتنع بوصية المرشد عبدالله بن يوسف العمري، وقَبِلَ منه دعوته، وهداه الله لقبول الإسلام، وأعلن عندي إسلامه، ووصيتُه بما يلزم من الدَّعوة إلى الله في قومه، وأن يكون من شكر الله على نعمة الإسلام أن يدعو قومه، وأن يُوصيهم بالخير كما هداه الله، وكان آخر كلامه بعد المُحادثة أن قال: "السلام عليكم"، ثم انفصل عنها.
وهي بحمد الله بخيرٍ وعافيةٍ، وقد دعوتها منذ أيام قلائل أيضًا وسألتُها عن حالها فقالت: إنها بصحةٍ وعافيةٍ، وأنه لم يعد إليها بعد ذلك من حين غادرها، فذكرت أنها بعدما أصابها هذا من نحو سنتين وهو يُصيبها منه أذى كثير، ومشقَّة كبيرة، وأنه وسوس إليها بأفكار هدّامة، ودعوة إلى البوذية، وأنها تحسّ بنفسها بميول إلى الأفكار الرديئة والديانة البوذية، فلما سلَّمها الله منه؛ زالت عنها تلك الأفكار، وعادت إلى حالها الأولى وطبيعتها الأولى بإسلامها ودينها.
المقصود أنَّ هذا واقعٌ، وهذا قد وقع لغيرنا من العلماء القدامى والإمام أحمد بن حنبل، وشيخ الإسلام ابن تيمية، ولغيرهم، وقد وضح ذلك أهلُ العلم، وليس فيه إشكال، والرسول عليه الصلاة والسلام قال: إنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، والجن أقسام، ليسوا على قسمٍ واحدٍ، أقسام، ففي "الصحيحين" عن النبي ﷺ قال: إنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
فتاوى ذات صلة