ما الأعمال الواجبة بعد العودة من مزدلفة؟

السؤال:
سؤالي سماحتكم عن كيفية الأعمال التي أقوم بها بعد عودتي من مُزدلفة بالترتيب؟

الجواب:
أولًا تبدأ بالرمي، ثم بالنحر، ثم بالحلق أو التقصير، والحلق أفضل، ثم الطواف، ثم السعي إن كان عليك سعيٌ، هذا هو الترتيب الذي فعله النبيُّ صلى الله عليه وسلم، فإنه رمى يوم النحر، ثم أتى المنحر فنحر هديه، ثم حلق رأسه ووزّع شعره بين الصَّحابة، ثم تطيَّب وتحلّل، وهذا هو التَّحلل الأول، يُباح به لبس المخيط، والتَّطيب، وتغطية الرأس، وقصّ الأظافر والشعر، ونحو ذلك، ويبقى عليه تحريم النِّساء، فلما طاف حلَّ له كل شيء.
هذا هو الترتيب الذي شرعه الله: رمي، ثم نحر، وحلق أو تقصير، والحلق أفضل، ثم الطواف والسعي للمتمتع، وهكذا للقارن، والحاج المفرد إذا كان ما سعى مع طواف القدوم يسعى مع طواف الإفاضة، وبهذا يحصل التَّحلل الكامل، فيُباح له النساء، والطيب، ولبس المخيط، وتغطية الرأس إذا كان رجلًا، والمرأة كذلك يُباح لها الطيب، ولبس القفازين، ولبس البرقع، وقص الشعر والأظافر، وحلّ زوجها لها، ونحو ذلك مما حرَّم الله على المحرم.
أما إذا كان إنما رمى فقط فإنه يحلّ له التَّحلل الأول فقط، وهو لبس المخيط والطيب وتغطية الرأس ونحو ذلك، ولا يُباح له النساء.
واختلف العلماء: هل لا بدّ من ضمِّ الحلق أو التقصير إلى الرمي أم لا؟ على قولين، والأحوط أنه لا يحلّ حتى يضم الحلق أو التقصير إلى الرمي، فلا يعجل حتى يحلق أو يُقصّر، ثم يلبس ملابسه، هذا هو الأحوط له، ومَن لبسها قبل ذلك فلا حرج عليه إن شاء الله، ولا فدية، ولكن ترك الاحتياط؛ لأن الخلاف قويٌّ في هذا، فالعمدة على الرمي، إذا كان رمى الجمرة فإنه العمدة في التَّحلل الأول، وإذا أضاف إلى الرمي الحلق أو التقصير؛ كان ذلك أكمل وأحوط، ثم يبقى عليه بعد ذلك الطواف والسَّعي وتحريم النِّساء، فإذا طاف وسعى حلَّ له كلُّ شيءٍ حرم عليه بالإحرام.
فتاوى ذات صلة