ماذا يفعل من أراد أن يتوب من ذنوبه؟

السؤال:
رجل يرتكب الذنوبَ من سرقةٍ وزنا وغيره، وقد يسرق ولا يُعيد ما سرقه، وقد يستلف مالًا ولا يُعيده، وقد تراكمت عليه الذنوب، فماذا يجب عليه أن يفعل من ناحية التوبة؟

الجواب:
عفو الله أوسع، وباب التوبة مفتوح حتى تطلع الشمسُ من مغربها، أو حتى يموت، فعليه البدار بالتوبة والندم والإقلاع الصَّادق من هذه الذنوب، وعليه بذل الوسع في ردِّ الحق إلى أهله، رد الأموال إلى أهلها بكل طريقٍ، فإن جهله ولم يستطع الوصول إليهم تصدَّق بها عنهم للفقراء والمحاويج بالنية عنهم، والله يؤدي عنه سبحانه وتعالى.
فدواء الذنوب التوبة إلى الله، هذا دواؤها: التوبة الصَّادقة النَّصوح، الصادقة بالندم على الماضي، والإقلاع عن الذنوب، والحذر منها، واتباع التوبة بالعمل الصالح، هكذا يكون الصَّادقون، كما قال : إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ [الفرقان:70]، وقال سبحانه: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31]، وقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا [التحريم:8]، فالتوبة الصاَّدقة يمحو الله بها الذنوب.
وعلى العبد إذا صدق أن يرد الحقَّ إلى أهله: من سرقةٍ، وخيانةٍ، وغير هذا من الأموال التي أخذها، أو قتلٍ؛ يُسلّم نفسه حتى يُقتل قصاصًا، أو يرضى بالدية منه، حتى يؤدي الحقوقَ التي عليه صادقًا، وإذا جهل أهلَ الحقوق تصدَّق عنهم بالمال الذي سرقه، أو أخذه منهم، أو استلفه منهم وضيَّعه عليهم، إذا لم يعرفهم ونسي محلهم، أو نسي بلادهم، يتصدَّق به عنهم، وإذا علم يرد إليهم حقَّهم بالطريق التي تُوصلها إليهم، ولو ما سمَّى نفسه، يرد إليهم أموالهم بالطريقة التي تمكنه، من غير أن يُسمِّي نفسه، لا حاجة إلى تسمية نفسه.
فتاوى ذات صلة