وجوب الابتعاد عن المدارس والمجتمعات الفاسدة

السؤال: هذه رسالة وردتنا من السائل (س. أ. ع) من العراق محافظة ديالي، وهي رسالة طويلة في الحقيقة يضمنها مشكلة يقع فيها كثير من الناس، يقول: أنا شاب مسلم أعبد الله وأريد أن أعمل بكتاب الله وسنة رسوله ﷺ، ولكن المشكلة هي أنني أعيش في وسط قوم أكثرهم لا يصلون ولا يصومون ولا يتصدقون، ويعملون بالبدع ومحدثات الأمور، ويحلفون بغير الله وينذرون لغير الله، وبعض الناس يكفر بالله ورسوله باللفظ، وأنا شاب أدرس في المرحلة المتوسطة وأكثر طلابها سيئو الأخلاق لا يفعلون أوامر الله، وتوجد معنا فتيات غير محجبات والمدرسات كذلك، حتى أصبح فعل الشر سهلاً وارتكاب المحرم ميسوراً، وأمور يطول شرحها، لكن والدي لا يسمح لي بأن أترك الدراسة، وأنا أرغب أن أترك هذه المدرسة وأبتعد عن هذا الجو وأعمل في الزراعة، وأعبد الله بعيداً عن شر الناس، لكن والدي لا يسمح لي بذلك، وأريد أن أسأل، هل يجوز لي ترك المدرسة، وهل يجوز لي السفر من هذه البلاد إلى بلاد أخرى ولو لم يرض والداي، أفيدوني أفادكم الله؟

الجواب: إذا كان الحال ما ذكره السائل فالواجب عليك ترك هذه المدرسة والحذر من شرها والبعد عنها وعن أهلها حفاظاً على دينك وحذراً على عقيدتك وأخلاقك من هؤلاء السيئين من طلبة وطالبات ومجتمع سيئ، وعليك أن تبذل وسعك في الانتقال إلى مدرسة سليمة، أو إلى بلدة سليمة، أو إلى مزرعة، أو غير ذلك مما تكون فيه بعيداً عن الخطر على دينك وعلى أخلاقك، هذا هو الواجب عليك ولو لم يرض والداك؛ لقول النبي ﷺ: إنما الطاعة في المعروف ويقول ﷺ: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق فالجلوس بين أهل الشر وأهل الشرك وتاركي الصلوات، وبين الفتيات المتبرجات والسافرات فيه الخطر العظيم على العقيدة والأخلاق، فلا يجوز للمسلم البقاء على هذه الحال بل يجب عليه أن يحذر هذا المجتمع، ويبتعد عن هذا المجتمع إلى مجتمع أصلح وأسلم على دينه سواء رضي والداه أم لم يرضيا؛ لأن الطاعة لهما إنما تكون في المعروف لا في المعاصي، والله المستعان!
المقدم: بارك الله فيكم، وجزاكم الله خير. 
فتاوى ذات صلة