حكم طاعة الوالدين في خلع الحجاب

السؤال: على ذكر الحجاب والنقاب أخت لنا من العراق تعاني معاناة كبيرة بموجب فهمي لرسالتها وتقول: إن أهلها يمانعونها عن الحجاب وتسأل لو تكرمتم -شيخ عبدالعزيز -كيف تتصرف؟

الجواب: الواجب عليها طاعة الله ورسوله، ولا يجوز لها طاعة أهلها فيما حرم الله؛ لأن الرسول عليه الصلاة والسلام قال: إنما الطاعة في المعروف، وقال عليه الصلاة والسلام: لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، والله يقول سبحانه في كتابه العظيم في شأن النساء: وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ [الأحزاب:53] ، فالحجاب طهارة لقلوب الجميع للذكور والإناث ومن أسباب السلامة من الفتنة، ويقول جل وعلا: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ [الأحزاب:59] والجلباب ما يلبس فوق الملابس العادية ويغطى بالوجه والرأس، ويقول : وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ [النور:31] الآية.
والوجه والشعر من الزينة بل هو أعظم الزينة، وهكذا الصدر وهكذا اليد والقدم ونحو ذلك.
فالمؤمنة تستر نفسها عن الرجال الأجانب، ولو قال لها أهلها: اكشفي، ولو قال لها زوجها: اكشفي، لا تكشف لإخوانه ولا لأقاربه، ولو قال أبوها ذلك أو عمها أو زوجها أو جدها أو غير ذلك، طاعة الله مقدمة، قالت عائشة رضي الله عنها فيما ثبت في الصحيحين عنها رضي الله عنها قالت في غزوة الإفك قالت لما تأخرت في حاجتها وارتحل القوم، وجاءت إلى مكانهم فلم تجدهم، اضطجعت تنتظر، فإذا بها بصوت صفوان بن المعطل لما رأى السواد قال: إنا لله وإنا إليه راجعون، فسمعت الصوت قالت: فلما سمعت صوته خمرت وجهي وكان قد رآني قبل الحجاب فعرفني فقولها: (فخمرت وجهي وكان قد رآني قبل الحجاب) يبين أن الحجاب الذي شرعه الله لهن ونزل به القرآن من جملته تخمير الوجه؛ ولأن الوجه مجمع الزينة تعرف به المرأة جمالًا ودمامة، ما تعرف بيدها ولا بقدمها، يعرف حسنها وجمالها أو ضده بالوجه، والباقي تبع. نعم.

فتاوى ذات صلة